لا تنفيعات ولا تمرير معاملات.. عون قرر قطع رأس الفساد في النافعة!؟

لطالما عرفت هيئة ادارة السير  والآليات أي "النافعة" أنها واحدة من مغارات "علي بابا" الكثيرة في لبنان، أو بالأحرى عنوانًا فاقعًا للفساد المحمي سياسيًا، وذلك بعد سلسلة الفضائح والتجاوزات التي طبعت أعمال “النافعة” وما تبعها من توقيفات لمتهمين بالفساد والإثراء غير المشروع، إضافة إلى عدد من الموظفين والسماسرة ومعقبي المعاملات لضلوعهم في كل ما كان يحصل من تجاوز للقوانين والأنظمة.

غير أن اللافت الذي حصل اليوم، كانت "كبسة" لرئيس الجمهورية جوزاف عون الذي فاجأ فيها صباحًا موظفي "النافعة" في منطقة الدكوانة، يُرافقه وزير الداخلية والبلديات العميد احمد الحجار، وقد توجه بكلامه لأصحاب المعاملات في النافعة: أنا هنا لأنني أعرف مشاكلكم والمطلوب منكم إبلاغي بالصعوبات التي تواجهكم وأقول لكم "مَن يغطّي الفساد هو مشارك فيه" فكونوا أنتم عيوننا وأنا ووزير الداخلية هنا لمساعدتكم.

واذ علم kataeb.org من مصادر رفيعة، أن أولى الخطوات التي سيقوم بها الرئيس عون، هي العمل على قطع رأس الفساد في "النافعة" ، بوضعها على السكة السليمة من دون نهب الناس، حيث من المتوقع انشاء خط ساخن لشكاوى المواطنين عند اي تجاوز يرونه بأم العين، إلى جانب توقيف الخط العسكري والوساطات وأن يكون كل مواطن حرًا في تسيير أموره وفق القانون، بدل اجباره على جداول الفريش.

وتستبشر المصادر خيرًا بالوزير الحجار، المعروف بسمعته الطيية واستقامته، في ظل العصابة التي لا تزال تتحكم في "النافعة"، من منطلق مكافحة الفساد، والعمل على تسيير الأمور، في الوقت التي تشهد فيها المصلحة تنفيعات على شكل تمرير معاملات حصل أصحابها على مواعيد عن طريق الهاتف لا المنصة، كانوا محسوبون على ضباط معنيين، في حين تنتظر فيه معاملات غير المدعومين طويلًا، ما تسبب بفوضى ودفع رشاوٍ لتنفيذ المعاملات. 

يبقى السؤال، هل سيكون بمقدور الرئيس عون إزالة العراقيل التي تحاصر مصلحة إدارة السير، فيما المعروف أن العرقلة صادرة من الدولة ومن فيها، وهي المُمسكة بعنق النافعة كليّا، ومانعة عنها الحلول الجذرية؟