"لا حكومة أخيرة للعهد"... بعد نحو شهر على التكليف النتيجة صفر!

كتبت كارول سلوم في وكالة "أخبار اليوم":

"يحتاج تأليف الحكومة في لبنان إلى أكثر من صلاة حتى يتم الأمر نهائيا"، هكذا ترسم الصورة حاليا والكلام المتداول عن استعجال المعنيين بقيام حكومة في لبنان ينسفه تعاطي المعنيين، مع العلم ان من يريد تحقيق هذا الأمر يخلق مبادرات أو حتى يسعى إلى ردم الهوة، أو إلى إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة. ولكن على  ارض الواقع ليس هناك حتى الآن من رغبة في أن تشكل الحكومة.

واذا تم رصد المواقف أو الحركة الحكومية، يمكن تسجيل صفر نتيحة، فلا محركات بعض الوسطاء تعمل وعلى الأغلب معطلة عن سابق تصميم . اما الحركة الخارجية والمؤثرة على ملف التأليف فأكثر من خجولة.


وتقول مصادر سياسية مطلعة لوكالة "أخبار اليوم" أن الملف الحكومي هو تفصيل صغير بالنسبة إلى أولويات الخارج الذي يسعى إلى ترتيب أموره بعد الأزمة الروسية – الأوكرانية، حتى أن البيان السعودي- الأميركي الأخير اكتفى بعرض ثلاث كلمات "اهمية تشكيل الحكومة "، اما الجانب الفرنسي فبدوره يراقب تطور الأمور وستكون له كلمة في هذا الخصوص. 


فمن المستعجل أو المهتم بتأليف الحكومة؟ تفيد المصادر نفسها أن ما من أحد "لاهث" وراء التشكيل، والإنشغال في مكان آخر  أي في الاستحقاق الرئاسي دون سواه ، فضلا عن مواضيع ضاغطة، كـ ترسيم الحدود، ملف النازحين، إضراب موظفي القطاع العام...

وتشير إلى أن إبقاء الجمود الحكومي إلى أجل غير مسمى وارد، كما أن خرقه وارد عندما يجتمع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في اي لحظة،  لكن ذلك لا يعني أن  البشائر بولادة الحكومة ستظهر، معربة عن اعتقادها ان الرجلين غير قادرين على إجراء أي تنازل في مقاربتهما لملف التأليف.

وردا على سؤال: هل تتبدل المسودة الحكومية الأولى التي قدمها ميقاتي في أول زيارة له بعد التكليف إلى قصر بعبدا كحل ممكن؟ تجيب المصادر: يصعب التكهن في ذلك، لاسيما أن المقربين من الرئيس المكلف يؤكدون أنها نواة حكومة تصلح لأن تكون التشكيلة الحكومية. اما الرئيس عون فلن يتخلى عن مطلب تصحيح الشوائب العائدة إلى التوزيع المذهبي وحصصه فضلا عن الشق السياسي من الحكومة . 

اما بالنسبة إلى عدم تقارب عون وميقاتي في بعض الملفات لا سيما وضع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ، فإن  المصادر  ترى أن المسألة صحيحة، وهذا سبب جوهري للتباين.

وتختم المصادر نفسها: على الرغم من المشهد الملبد بالغيوم على صعيد تأليف الحكومة، فإن أي حدث أو تطور  مفاجىء قد يقلب المراوحة القاتلة للحكومة أو قد يعزز اليقين القائل ان لا حكومة اخيرة للعهد .