لا حكومة ولا بطاقة تموينية... "وحام" البعض "طيّر البلد"!

كتبت داني كرشي في "السياسة":

عصر السبت، انتهى الكباش الحاصل بين السلطة السياسية والمصرف المركزي بشأن مسألة رفع الدعم عن المحروقات، واتُخذ القرار بانتقال الدعم من الـ  3900 ليرة إلى الـ 8000 ليرة لبنانية.

ربما، هذا القرار، قد أبعد نوعًا ما شبح الجوع والإفلاس عن المواطنين، الذين كانوا على موعد مع الدمار الشامل والمميت، لو تم رفع الدعم نهائيًا عن المازوت والبنزين. 

ولكن، في الواقع هذا القرار، لن يستمرّ أكثر من 40 يومًا، بحيث ينتهي في آواخر أيلول المقبل. ما يعني أنّ مفعول إبرة البنج هذه سينتهي سريعًا. 

وعليه، هل ستُدرك السلطات اللبنانية، حجم المخاطر التي تحوم فوق البلاد؟ هل ستُسارع لإيجاد دولة ما، لتُبدل لها الـ860 مليون دولار (SDR) الحاصل عليها لبنان من السحوبات النقدية الخاصة؟ والأهم، هل ستُسارع لتشكيل حكومة لإنقاذ الوضع بأكمله؟ 

في هذا السياق، يلفت رئيس لجنة الأشغال العامة، النائب نزيه نجم، إلى أنّ " هذه المخاوف مجتمعة طُرحت أمام الحضور خلال الجلسة الأخيرة التي عُقدت للجنة الأشغال". 

نجم، وفي حديثه لـ "السياسة"، يشدد على أنّ "إذا لم يُسارع المعنيون لتشكيل الحكومة العتيدة، فأقلّ ما يمكن قوله حينها إنّ البلد طار". 

"جهنّم بحدّ ذاته من يُعرقل الحكومة"، يقول النائب نجم، والجميع بات يعلم من هي الجهة المعرقلة، وأنّ "جهنّم هو من يدير البلاد اليوم". 

"وحام" الدفع! 

يبدو أنّ الأمور سائرة نحو الانهيار التام. فالأجواء التفاؤلية لتشكيل الحكومة، قد انقلبت رأسًا على عقب، ونسفت معها كلّ خطوة إيجابية. وهذا الأمر دليل على أنّ لبنان لن يتمكّن من الحصول على مساعدة النقد الدولي. كما أنه حتى الساعة لم تسعَ الحكومة المستقيلة لايجاد دولة تقبل بتحويل الأموال التي حصلت عليها البلاد من البنك الدولي، من عملة الـ"SDR" إلى الدولار الأميركي. 

وهنا، تمنى رئيس لجنة الأشغال العامة، النائب نزيه نجم " ألّا يتمّ تحويل هذه الأموال قبل تشكيل الحكومة المنتظرة". 

إذ، يرى أنّ " في حال تمّ تحويل الـ860 مليون دولار، قبل التشكيل، فمن المؤكد حينها أنه سيتمّ هدرها". 

فـ"الـ860 مليون دولار"، وفق نجم، هي مثل الـ 828 مليون دولار التي أُهدرت منذ شهر. وهناك "متوحمون" كُثر، يظهرون عند دفع الأموال. 

ولهذه الأسباب، يشدد النائب نجم على أنّ " كلّ ما تحتاجه البلاد اليوم، هو قيادة حقيقية وفعلية، ولا شيء آخر سوى ذلك". 

ويختم: إيقاف الناس في طوابير الذلّ أمام محطات المحروقات، كفيل للقول إنّ لبنان أمام كارثة كبرى وخطيرة.