لا مجال لمراوغة الحزب... الجدول الزمني هو الخيار الوحيد

لا تزال مفاعيل زيارة نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى بيروت تتكشف فصولاً، وتترجم عملياً من خلال المواقف المتلاحقة لرئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام الذي سبق وأعلن من بكركي الاستعداد لطرح ملف السلاح على طاولة مجلس الوزراء، على الرغم من تمرد وزيريه طارق متري وغسان سلامة على مضمون البيان الوزاري.

من مفاعيل زيارة أورتاغوس، أنها وضعت سلاح «الحزب» على نار حامية، إذ لم تعد المسألة اختيارية، بل ضرورة وحاجة ملحة لتدفق المساعدات. كما أنها أربكت قيادات «الحزب» التي بدت متخبطة.

الحوار لن يكون من باب التسويف

وقد لفت في هذا السياق، موقف النائب حسن فضل الله من مجلس النواب، أشار فيه إلى أن «الحكومة هي المسؤولة عن القيام بأي جهد رسمي لوقف الاعتداءات الاسرائيلية وعليها التزام ما جاء في بيانها الوزاري» و «النقاش الجدي يجب أن يركز على الحقائق المرتبطة بالاعتداءات الاسرائيلية وكيفية مواجهتها ضمن استراتيجية وطنية وحوار بين الحريصين على هذه الوطنية».

وتعليقاً، أكدت مصادر سياسية متابعة لـ «نداء الوطن»، أنّ الحوار المزمع لن يكون من باب التسويف ولن يشبه الحوارات السابقة، كما أنّ أحداً لن يقبل بذلك. وتابعت أنّه سيكون هناك دفتر شروط، وكي نصل إلى نتيجة سيرتبط الحوار بجدول زمني بالتزامن مع خطوات عملية وهو ما يجب أن يواكَب من خلال العمل على الأرض من قبل الجيش بناء على توجيهات مجلس الوزراء.

وأضافت المصادر أنّ «حزب الله»، حتى لو أراد المراوغة في موضوع الحوار، لن يتمكّن من ذلك هذه المرة، لأنّنا بتنا في مكان آخر وهو يعلم ذلك ويدرك أنّ الوضع تغيّر في لبنان والمنطقة.

تفاؤل رئاسي بإيجابية «الحزب»

المضحك المبكي في مواقف «الحزب»، والتي ينطبق عليها «بيقتل القتيل وبيشترط ليمشي بجنازتو» أنها تنم عن إفلاس مطبق، فلا حجج ولا ذرائع تبرر الإبقاء على السلاح.

مواقف «الحزب» الشعبوية التي تصر على ذر الرماد في عيون بيئته خدمة لمصالحه الانتخابية، تقابلها مرونة تحت الطاولة في مسألة التعاون حول السلاح وفق خطة زمنية وهذا ما نقله النائب سجيع عطية عن الرئيس عون عقب لقائه وفداً من تكتل «الاعتدال الوطني». ولفت عطية إلى أن الرئيس متفائل بأن الإيجابية لدى «الحزب» يجب مقابلتها بإيجابية أيضاً وبتفهم للواقع الجديد.

وفي السياق، يعمل الرئيس عون على وضع أُطر لتسليم السلاح في كل لبنان في انتظار عملية الإخراج. وتكشف مصادر متابعة لموقف واشنطن لـ «نداء الوطن»، أن الأميركيين أخذوا وعداً من القادة اللبنانيين بإيجاد مخرج لتسليم السلاح في أسرع وقت ممكن. وقد أخذ عون على عاتقه إيجاد التخريجة المناسبة، فكل ما تريده واشنطن، تسليم السلاح غير الشرعي وهي غير معنية بالأسلوب الذي ستعتمده الدولة. وفي المناسبة، فهي تمنح رئيس الجمهورية الثقة التامة لمعالجة الملف، علماً أن المهلة ليست مفتوحة ولن تسمح بإعادة تسليح «الحزب» أو احتفاظه بما تبقى من سلاح.

وتؤكد المصادر، أن أورتاغوس وفي خلال لقائها الرئيس نبيه بري، حصلت على ضمانات منه، تمهيداً لتسليم سلاح «الحزب»، واستكماله بالمفاوضات لترسيم الحدود البرية مع إسرائيل، وهذا ما دفعها في تصريح لها إلى القول: «لدى واشنطن توقعات متفائلة في دور بري في المرحلة المقبلة».

السيناريوات الثلاثة لتسليم السلاح

في المقابل تشير مصادر لـ «نداء الوطن» إلى وجود سيناريوات ثلاثة لتسليم سلاح «حزب الله»:

السيناريو الأول: الحوار الذي طرحه رئيس الجمهورية للاتفاق مع «الحزب» على جدول زمني لتسليم سلاحه. 

السيناريو الثاني: حتمية تسليم السلاح بأسرع وقت، وذلك بدفع أميركي نقلته أورتاغوس، والتي أكدت في مجالسها الخاصة أن لا إعادة إعمار ومساعدات دولية قبل حصرية السلاح في شمال الليطاني وجنوبه. وستحدد في زيارتها الثالثة المرتقبة بعد عيد الفصح مهلة زمنية لتسليم السلاح.

السيناريو الثالث: يكاد يكون أصعب، باعتبار أن آخر الدواء الكي، وبموجبه يعطي الأميركي الضوء الأخضر لإسرائيل للقيام بهجوم كبير انطلاقاً من البقاع لتدمير سلاح «الحزب» بالقوة. وهنا تلفت المصادر إلى أنه حتى الساعة لم يُرفع حظر سفر رعايا دول الخليج إلى لبنان خوفاً من تطورات ميدانية.