المصدر: النهار
الكاتب: عباس صباغ
السبت 13 كانون الثاني 2024 08:10:04
قبل نحو أسبوع تعرض مطار رفيق الحريري الدولي لخرق سيبراني هو الأول من نوعه، وحتى تاريخه لا إعلان عن الجهة التي تقف خلف الخرق على الرغم من أن أكثر من جهاز أمني يتولّى التحقيق في الأمر. فكيف حصل الخرق، وماذا يقول رئيس لجنة الأشغال والنقل النيابية عنه؟
ربما يكون الخرق الذي أوقف حركة جرارات الحقائب وشاشات المطار الأحد الفائت هو الأضخم، من حيث أضراره على الرغم من محدوديتها، منذ العدوان الإسرائيلي في كانون الأول عام 1968 والذي دمّر خلاله عدداً من الطائرات الجاثمة على المدارج.
وبعد ساعات على الخرق عقد وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال مؤتمراً صحافياً في المطار متحدثاً عن الخرق وكيف تم تجاوز تداعياته السلبية خلال فترة وجيزة. لكن الوزير لم يقدّم إجابات بشأن الخرق وما إن كان داخلياً أو خارجياً تاركاً الأمر الى المحققين من الأجهزة الأمنية الذين باشروا عملهم بعد وقت قصير جداً من ظهور العبارات الفتنوية على شاشات المطار مساء الأحد.
الخرق خارجي والمتهمة تل أبيب!
لم يعلن بعد عن نتائج التحقيقات في الخرق السيبراني الذي تعرّض له المطار قبل نحو أسبوع، وباستثناء ما أعلنه وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسّام مولوي عن إمكانية أن يكون الخرق خارجياً وليس من داخل المطار، لم يصدر أي موقف رسمي بشأن التحقيقات وحتى لجنة الأشغال والنقل اليابية في اجتماعها الأخير قبل يومين لم تكن على اطلاع بعد على نتائج التحقيقات، ويقول رئيسها النائب سجيع عطيّة لـ"النهار" إن "الخرق السيبراني الضخم في المطار هو خرق خارجي ولم يكن من داخل المطار، وإن جهة استخباراتية كبرى تقف خلفه وتلك الجهة لديها قدرة غير عادية للوصول الى تحقيق ذلك الخرق في مرفق حيوي".
أما عن هوية تلك الجهة، فلا تحديد رسمياً لها حتى الساعة مع ميل واضح لتحديد هويتها تبعاً للهدف من الخرق وطبيعة العبارات التي ظهرت على الشاشات والتي تهدف لإحداث فتنة داخلية في مرحلة دقيقة يمر بها لبنان.
فعطية يميل الى وقوف اسرائيل خلف الخرق لأنه لا جهة تملك تلك التكنولوجيا وتسعى لإحداث فتنة في البلد غير تل أبيب، أما عن التوصيات التي أصدرتها لجنة الأشغال العامة لتفادي مثل ذلك الخرق في المستقبل فيوضح "حتى تاريخه لم نتسلم نتائج نهائية من الأجهزة الأمنية والوزارات المعنيّة بشأن ما حدث في المطار، ولكن شدّدنا في اللجنة على ضرورة أن يكون نظام الحماية أكثر تفعيلاً وكذلك ضرورة فصل الأقسام عن بعضها حتى لا تتضرّر في حال حدوث خرق في المرة المقبلة، وكذلك أن يكون هناك نظام احتياط يكون جاهزاً إذا ما تعطّل أو تضرّر النظام الأساسي".
أما عن كيفية حدوث الخرق، فبات من المؤكد أن رسالة وصلت عبر البريد الإلكتروني الى المطار ولدى فتحها ظهرت الكتابات على الشاشات وتطل نظام جرّ الحقائب. والتفسير التقني لذلك يكمن في أن الرسالة كانت محمّلة بفيروس وبمجرّد فتحها دخل الفيروس الى السيرفيرات.
لكن المواكبين للتحقيق يرون أن قلة خبرة من فتح الرسالة "الملوّثة" قد أدّت إلى تلك الأضرار التي كان يمكن أن تكون أكثر اتساعاً لو أراد المخترقون ذلك، ولكنهم، بحسب المحققين، اعتقدوا أن بث رسالة موقعة باسم منظمة يكتنفها الكثير من الغموض بشأن دورها، كفيلة بتحقيق الهدف الذي أراده المخترقون.
لكن مسارعة ما يُعرف بـ"جنود الرب" الى نفي علاقتهم بالأمر أسهمت في إطفاء الغايات الفتنوية من الخرق.
لكن هل يمكن لذلك الخرق أن يتكرر؟ لا أحد يمكن أن يعطي ضمانات بعدم تكراره ولا سيما أن العصر بات عصر التكنولوجيا المعقدة وأن الأمن السيبراني بات في مصاف الأمن القومي ما يشي بأن إمكان تكرار الخرق وارد.
لكن ذلك كله لا يبرّر المماطلة في إعلان نتائج التحقيق وتبيان حقيقة ما جرى في المطار نظراً لأهمية المرفق الحيوي الأكبر في البلاد.