لا نهاية قريبة للحرب إلا إذا حصل أمر مفاجئ

تستمر تل أبيب في الترويج لأجواء إيجابية حيال إمكان التوصّل إلى اتفاق سياسي، وكشف وزير الخارجية الإسرائيلي أمس أن هناك تقدّماً في محادثات وقف النار على جبهة لبنان وأن العمل جارٍ مع الأميركيين في هذا الصدد. في المقابل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: "في لبنان لن تكون هناك أي هدنة أو توقف، سنواصل ضرب حزب الله بكل قوتنا حتى تحقيق أهداف الحرب".

وكانت صحيفة " يسرائيل هيوم" الاسرائيلية قد نقلت عن مسؤول قوله إننا نستعد لخطط عملياتية قوية في لبنان إذا لم يقبل حزب الله شروط وقف إطلاق النار. وأوضح المسؤول أن هدف إسرائيل هو التوصل إلى اتفاق مع لبنان أفضل من القرار 1701.

كما ان القمة العربية الاسلامية التي انعقدت في الرياض أمس دعت إلى وقف فوري لإطلاق النار، والتنفيذ الكامل للقرار 1701. فهل نحن أمام وقف لإطلاق النار أم استمرار للمواجهات بين "حزب الله" واسرائيل؟

النائب وضاح الصادق يؤكد لـ"المركزية" ان "الأهم هو ما تمّ تسريبه عن وقف لإطلاق النار. منذ نحو عشرة أيام كان الموفد الاميركي آموس هوكشتاين يتحدث عن ساعات لبدء وقف إطلاق الناروكذلك الرئيس نجيب ميقاتي ، فأكدت آنذاك ان الامر غير ممكن، ولا شيء يوصلنا الى وقف إطلاق نار ما دمنا في هذا الوضع.  وهذا ما رأيناه في غزة على مدى سنة وشهر وبضعة أيام، حين كنا ننام على وقف لإطلاق النار ونستيقظ على انهياره. عايناه ايضا في نيويورك حينما كان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو هناك  وتبعه مباشرة اغتيال السيد حسن نصرالله. لا أرى نهاية قريبة لهذه الحرب إلا إذا حصل أمر مفاجئ، لأن قبول "الحزب" بالشروط المطروحة وهي شروط هزيمة، سيسائله الشعب اللبناني، رغم أنه لم يخاطب او يتوجه مرة الى هذا الشعب بأكمله بل يتحدث مع بيئته. وبالتالي، بعد تهجير أكثر من مليون شخص ودمار هائل وقرى مُسحت بأكملها وبعد خسائر مالية ضخمة وأكثر من 3000 شهيد، هل يقبل بشروط أصعب بكثير من تلك التي كانت معروضة عليه قبل شهرين، والتي كانت تطلب فقط تراجعه الى شمالي الليطاني؟ هذا الأمر بمثابة كارثة بالنسبة لحزب الله على مستوى وجوده. لذلك، لا أرى وقفا لإطلاق النار".

عن القمة العربية - الاسلامية ونتائجها يقول الصادق: "في قلب عناوينها واجتماعاتها أمر واضح، وهو ان لا أحد سيعيد إعمار لبنان أو يضع فلسا واحدا ويساعدنا ما لم نساعد انفسنا ولم ننتخب رئيسا ونشكل حكومة ونختار وزراء يحظون بثقة الخارج وبعيدين عن كل من شارك في الفساد او كان من النظام الفاسد من المرحلة الماضية. فهم غير مستعدين لإرسال أموالهم لتتم سرقتها كما في العام 2006 او كما حصل في استثمارات كثيرة، بيعت فيها المساعدات وتم توجيه إعادة الأعمار بالسياسة وتمت سرقة الأموال واتجهنا بعد العام 2006 الى كوارث. ولي العهد السعودي قال بأنه يقف الى جانب لبنان، ولطالما كانت المملكة الى جانبنا، لكن اليوم لديها شروطها لمساندتنا، لأننا أهدرنا كل ما يسمى ثقة لدى المجتمع الدولي والعربي وأقرب الناس والشعب اللبناني. لا أحد يثق بالطبقة السياسية الموجودة اليوم ليعيدوا إعمار لبنان. هذا  الموضوع الاساسي الداخلي الذي يجب ان نرى كيف سنعالجه في المرحلة القادمة".

ويتابع: "للأسف المجلس النيابي ما زال مقفلاً امام انتخاب رئيس وحتى امام اجتماع للمجلس، فنحن لم نناقش حتى مسألة الحرب. لا أتصور ان هناك دولة في العالم في حالة حرب لمدة أكثر من عام لا يجتمع مجلس النواب فيها لمناقشة الحرب . الحرب ستستمر  لفترة، والحلول ستكون صعبة، لكننا سنصل اليها . لطالما كنت مقتنعا ان المنطقة تتجه الى استقرار واتمنى ان يكون السبيل بمفاوضات لا بحرب، للاسف كان بحرب،  اتمنى ألا تطول، وبعدها سنتجه الى الاستقرار".

ويتابع: نعود الى ما قاله الموفد الفرنسي جان ايف لودريان خلال زياراته المتكررة الى لبنان "ساعدوا انفسكم لنساعدكم": بالطبع، لكننا لا نساعد انفسنا قيد أنملة".

وعن اجتماع النواب السنّة في السراي الحكومي، الذي دعا إليه الرئيس ميقاتي وشارك فيه 22 نائباً من أصل 27، وحصلت خلاله مشادة كلامية بين النائبين أشرف ريفي وجهاد الصمد على خلفية الحرب الإسرائيلية وسلاح حزب الله، يقول الصادق: "اللقاء بالنسبة لي كان دعوة من الرئيس ميقاتي للتشاور حول القمة العربية – الاسلامية. وعبارة عن جلسة ودّية ودردشة، باستثناء الاشتباك الذي حصل بين بعض النواب والذي تم الحديث عنه بشكل مسهب في الإعلام، لكنه ليس بالقساوة التي تم تصويرها، هذا النقاش لم يستغرق اكثر من دقيقة واحدة . موقف اللواء ريفي معروف، كما موقف النائب الصمد . كل نائب عبّر عن تخوفه وهواجسه لا أكثر ولا أقل وانتهى النقاش".