لبنان أمام مرحلة اختبار قصيرة؟

يعترف المسؤولون بأعلى مستوياتهم، بأنّهم تبلغوا تحذيرات عربية ودولية، عن قيام اسرائيل بتحضير عملية عسكرية واسعة ضدّ لبنان، بحجة القضاء على مواقع ومستودعات "حزب الله"، وبعضهم ذهب إلى أنّها قد تستهدف  مراكز حيوية للدولة اللبنانية، وترافق ذلك مع تهديدات إسرائيلية متكررة بتنفيذ مثل هذه العملية، وكشف بعضها أنّ الهدف منها في النهاية، إرغام لبنان على التوصل إلى تسوية مع إسرائيل.

تعامل لبنان بجديّة مع هذه التحذيرات، وتحرك المسؤولون، بأكثر من اتجاه لتطويقها، من خلال تسمية مدني للانضمام للوفد اللبناني المشارك بلجنة مراقبة وقف اطلاق النار "الميكانيزم"، وتكثيف الاتصالات والمشاورات مع  الأشقاء العرب والدول الصديقة مثل فرنسا، والولايات المتحدة الاميركية، وطالبوا بالضغط على إسرائيل لمنعها من تنفيذ تهديداتها بالاعتداء على لبنان، وأكدوا بالمقابل التزام الدولة اللبنانية القيام بكل ما يلزم لتنفيذ قرار الحكومة بحصر السلاح بيد الدولة وحدها، وضمنها سلاح "حزب الله"، استناداً للبيان الوزاري للحكومة، والقرارات المتخذة بهذا الشأن، وانه لا رجوع عن هذا القرار، ودعموا موقفهم بجردة تفصيلية، للمهام وما صادره الجيش اللبناني من مخازن ومستودعات، ودمره من مواقع منذ مباشرته مهامه جنوب الليطاني وحتى اليوم.

أبطأت حركة اتصالات الدولة اللبنانية، قيام اسرائيل بتنفيذ تهديداتها بشّن عملية عسكرية  واسعة ضد لبنان، نزولا عند رغبة الولايات المتحدة الاميركية ودول اخرى، مقابل تعهد لبنان، بتسريع خطوات عملية نزع سلاح الحزب في كل المناطق اللبنانية، جنوب وشمال نهر الليطاني على حدٍّ سواء، مع تأكيدات بعدم التغاضي او استثناء اي موقع او مخزن للسلاح، تحت اي ذريعة كانت، ما يعني اعطاء لبنان فرصة قصيرة لاختبار مدى قدرته على القيام بنزع سلاح الحزب ضمن المهلة المحددة باتفاق وقف النار وتنفيذا للقرار ١٧٠١ .

قيام "حزب الله" برفض قرار الحكومة نزع سلاحه بدعم ايراني واضح وتصعيد مواقفه ضد القرار، أعطى مبررًا لإسرائيل لتجديد تهديداتها بالاعتداء الواسع على لبنان، بحجة منع إعادة تسليح "الحزب" وضرب ما تبقَّى من سلاحه، في حين ان الادارة الاميركية لا تزال تأمل ان تنفذ الدولة اللبنانية تعهداتها بإكمال تنفيذ قرار نزع سلاح الحزب ضمن مهلة لا تتجاوز نهاية العام الحالي، بالرغم من صعوبة ذلك، لافتقار الجيش للإمكانات المطلوبة للقيام بذلك.

يظهر بوضوح أنّ تقرير تنفيذ أي عملية عسكرية إسرائيلية واسعة النطاق ضدّ لبنان، أصبح مرتبطًا، بما يحصل في اللقاء المرتقب بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أواخر الشهر الحالي، ما يعني أنّ هناك سباقاً بين ما يمكنه لبنان القيام به لإكمال تنفيذ قرار نزع سلاح الحزب لتفادي ما تهدد به إسرائيل لضرب ما تدَّعيه من مراكز ومواقع للحزب.