لبنان الامني موضع ثناء دولي: اشادة غربية ببراعة الجيش والاجهزة

في وقت تبدو المؤسسات الدستورية الضحية الأولى للأزمات السياسية، كما كانت حال الحكومة على مدى 40 يوما منذ وقوع حادثة البساتين الأخيرة في 30 حزيران الفائت، لا تنفك الأجهزة الأمنية والعسكرية اللبنانية، تثبت جدارتها وكفايتها في مجال حفظ الأمن والأمان في البلاد، وهو ما حدا بالمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، إلى طمأنة الناس إلى أن لبنان "ملاذ آمن للسياح وليس للقتلة والمجرمين". ولا يخفى على أحد أن بين سطور هذا الكلام محاولة واضحة لدفع الموسم السياحي الصيفي قدما، بعدما تلقى ضربة ما كان يحسب لها حسابا من حوادث الجبل الأخيرة. 

وفي السياق نفسه، تذكّر مصادر مراقبة عبر "المركزية" أن "الجيش اللبناني كما الأجهزة الأمنية أظهرت في أكثر من استحقاق ومحطة مفصلية قدرتها وكفاياتها وبطولاتها في مجال مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة، بما من شأنه أن يدعّم أسس الاستقرار في لبنان. ولا تجد المصادر دليلا إلى ذلك أبلغ من معركة فجر الجرود التي تطفأ بعد أيام قليلة شمعتها الثانية، والتي انتصر فيها الجيش اللبناني على الارهاب، الذي واجهه به تنظيم داعش، ما أبعد شبحه عن لبنان.

على أن الأهم يكمن بالتأكيد في أن بسالة وبطولة الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية ما عادت موضع ثناء محلي واجماع لبناني حصرا، بل إن أصداءها باتت عالمية أيضا.

وفي هذا الإطار، كشفت أوساط وزارية لـ "المركزية" أن أجهزة أمنية غربية لا تخفي إعجابها وتقديرها لعمل المنظومة الأمنية اللبنانية، خصوصا أنها تمتلك معلومات ومعطيات تعتبر دقيقة عن عدد من الملفات الأمنية التي يعتبرها الغرب "صعبة جدا"، بينها العمل المستمر على مكافحة الارهاب والتطرف.

ولذلك، تشير الأوساط الوزارية نفسها إلى أن الغرب والأجهزة الأمنية بات يستعين بالخبرات الأمنية اللبنانية ويتابع عمل الأجهزة المعنية بكثير من الدقة والاهتمام، لأن بين أيديها معطيات دقيقة ومعلومات قيمة قد تستفيد منها الدول الغربية في عمليات تعقب الارهابيين الذين ارتكب بعضهم هجمات إرهابية وجهت ضربات قاسية إلى حكومات هذه الدول وصورتها على المستوى العالمي".

وفي السياق نفسه، تلفت الأوساط الوزارية إلى أن عمل الأحهزة الأمنية المحترف هذا، والعروض والشروح التي يقدمها المسؤولون الأمنيون إلى نظرائهم الغربيين، قد يفسران اطمئنان وزيرة الداخلية ريا الحسن إلى سلامة الوضع الأمني اللبناني، وهو ما قد يكون دفعها إلى اعتبار العملية الأمنية التي نفذها الارهابي عبد الرحمن مبسوط في 3 حزيران الماضي في طرابلس عملية فردية، بعدما سارعت القوى الأمنية إلى نزع الطابع الارهابي عن الحادث في محاولة لطمأنة النفوس، بعد عامين على طرد داعش من الجرود اللبنانية.