لبنان الثقافة والإبداع يلفظ انفاسه الأخيرة...

يبدو ان لبنان الثقافة والابداع هو أيضا يلفظ انفاسه الأخيرة ويرحل تاركا الارض التي ولد فيها وصدر انتاجاته منها الى العالم الاجمع.

واقع الفن والثقافة في لبنان اليوم مؤلم جدا وهو يضاهي الالام الجوع والعوز والمرض فشعب الستة الالاف سنة حضارة يفقد هويته الحقيقية.

معظم الفنانين اللبنانيين باتوا خارج البلاد وبعضهم يحظى بالاقامات الذهبية لان بعض الدول تدرك اهمية الفنان أكثر بكثير من لبنان ومن بقي في لبنان يعاني الأمرين.

الانتاجات الدرامية والسينمائية متوقفة في لبنان وما يتم تصويره من انتاجات يحصل بأغلبه في الخارج وفي هذا الاطار يقول المنتج زياد شويري في حديث لتلفزيون لبنان اننا بتنا نتجه الى الانتاج بميزانية معينة لنتماشى مع السوق علما ان هناك شركات غير لبنانية أتت لتنتج في لبنان بطريقة غير شرعية وتتلطى بشركات لبنانية وهمية ويتم تشغيل فريق عمل غير لبناني .

شويري كشف عن تواصل خلال السنوات الماضية مع المسؤولين في لبنان لحل هذه المعضلة ولكن لم يكن هناك من اذان صاغية.

كما شدد على ان ليس هناك العديد من الشركات في لبنان بل هي فقط سبع شركات داعيا الى تفعيل القطاع من خلال الانتاجات العربية المشتركة مع اعطاء الاولوية للممثل والعامل اللبناني في هذا القطاع.

ومن الدراما الى المهرجانات التي هي أيضا ستغيب للسنة الثانية على التوالي في ظل المعاناة واليأس والصعوبة في الصمود والبقاء.

وفي هذا الاطار تؤكد عضو لجنة مهرجانات بعلبك الدولية السيدة اعتدال حيدر في حديث لتلفزيون لبنان ان الدولة لن تقم بواجباتها مع مهرجانات بعلبك الدولية منذ سنوات وباتت اللجنة غير قادرة على الاستمرار في ظل  هذا الواقع الاقتصادي الصعب.

وأضافت:"ان مهرجانات بعلبك الدولية هي منصة حضارية ابداعية ومدعاة فخر لكل اللبنانيين في العالم وللفنانين العالميين الذين كانوا يحلمون ويفتخرون بوقوفهم على ادراج  بعلبك وبالتالي هي شعلة يجب ان لا تنطفئ وهذا ما اقوله للمعنيين والمسؤولين."

وتابعت:"ان العمل الذي قمنا به السنة الماضية والذي حمل اسم صوت الصمود تطوع فيه عدد كبير من الشبان والشابات اللبنانيات لانجاحه اما السنة فلا امكانيات لدينا ."

وختمت قائلة:" نحن اهل فن وثقافة وبالتالي لا أريد أن اهاجم السلطة في لبنان لكن أطلب منهم أن يدركوا حقيقة ما يميز لبنان فلا تدعوا شعلة الابداع تنطفئ."

من يقبل ان تسدل الستارة في عهده على أهم ارث ثقافي في لبنان والشرق "مهرجانات بعلبك الدولية" يكون وكأنه يطلق رصاصة الرحمة على هوية لبنان المتميزة والفريدة في محيطه وستلحقه حتى ابد الابدين لعنة الالهة ومجد الهياكل الباسقة.

بيار البايع