المصدر: نداء الوطن
الجمعة 16 أيار 2025 06:49:26
صحيح أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لم يعلن عن مبادرة واضحة للبنان، لكن تصريحاته في هذه المرحلة بالذات، تعتبر بمثابة إشارة سياسية استباقية، لاختبار ردّ فعل الداخل اللبناني، ومدى تجاوبه مع الطرح الأميركي – الخليجي المشترك.
تؤكد تصريحات ترامب تجاه لبنان (دعم اقتصادي - تحقيق السلام مع جيرانه - إمكانية التخلص من سطوة «حزب الله» وبناء دولة فعلية)، التحول الكبير في السياسة الأميركية، من باب منحه فرصة ذهبية محددة زمنياً لاستعادة دوره كسويسرا الشرق وتهيئة الأرضية لمساعدات أو مشاريع اقتصادية مستقبلية مشروطة بإصلاحات سياسية واقتصادية.
ترى مصادر لـ «نداء الوطن» أن توقيت تصريحات ترامب، وإعلانها من قلب المملكة، يتطلبان النظر في أبعاد استراتيجية وسياسية، أبرزها إعادة التموضع الأميركي الجديد في الشرق الأوسط، والعودة إلى الساحة اللبنانية كرد على تنامي النفوذ الإيراني عبر «الحزب»، ولتوجيه رسالة إلى إيران بأن واشنطن لا تزال تعتبر لبنان ساحة جيوسياسية مهمة، وبأنها على استعداد لمواجهة التمدد الإيراني إنما عبر الاقتصاد. إضافة إلى ذلك تعتقد المصادر أن توجيه الرسائل الأميركية إلى لبنان من أرض المملكة، بمثابة إشارات للبنان بأن الحلول لمشاكله الاقتصادية تمر عبر الخليج وليس عبر إيران أو الغرب فقط.
تضيف المصادر، عندما يتحدث ترامب عن السلام مع الجيران، فهذا يعني ضمناً، دعوة لبنان للالتحاق بقافلة الدول التي تسير نحو السلام مع إسرائيل أو الانفتاح الإقليمي».
وفي السياق، أكدت مصادر رسمية لـ «نداء الوطن»، أن موقف ترامب تجاه لبنان والمسؤولين ترك ارتياحاً، ولبنان ينتظر الترجمات عبر تقديم المساعدة له كي يبسط سلطة الدولة، ذلك عن طريق مضاعفة دعم الجيش اللبناني والأجهزة الشرعية وتأمين انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة، ومساعدته مالياً واقتصادياً عبر صندوق النقد الدولي.
وفي إطار الضغط الأميركي على «حزب الله» من خلال العقوبات المتواصلة التي تفرضها وزارة الخزانة الأميركية على إيران وأذرعها في المنطقة، للحد من نفوذها وتقويضها، فرضت الخزانة الأميركية أمس عقوبات جديدة على «الحزب» استهدفت وشملت خمسة أفراد وثلاث شركات مرتبطة، من بينهم أفراد من عائلات شخصيات بارزة في «الحزب».
وتعليقاً على العقوبات، قالت نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس: «عليكم أن تتوقعوا فرض المزيد من العقوبات على أي شخص يساعد «حزب الله» في الحصول على تمويل غير مشروع».
وأضافت في حديث تلفزيوني: «نعمل بشكل وثيق مع السعودية والإمارات وقطر في كل خطوة للتأكد من الوصول إلى النتيجة الصحيحة وكانت تلك الدول والولايات المتحدة واضحة مع لبنان، بأن الطريق إلى السلام والازدهار واضح وهو عبر نزع سلاح «الحزب» ليس فقط من جنوب الليطاني بل من البلد كله». وختمت بالإشارة إلى أن العالم كله يريد أن يكون في بيروت في الصيف.
ورأت مصادر دبلوماسية، أن هذه العقوبات، تعكس مواصلة النهج الأميركي في مواجهة تمويل «الحزب» ومراقبة الأنشطة المالية المرتبطة به. وتشير هذه الخطوة إلى أن واشنطن تسعى إلى التمييز بين مفاوضاتها غير المباشرة مع إيران، ومواجهة وكلائها الإقليميين.
في المقلب الآخر، علمت «نداء الوطن» أن الرئيس عون سيشارك في حفل تنصيب البابا الجديد وسيغيب عن الانتخابات البلدية والاختيارية الأحد المقبل، لأنه سيتوجه الإثنين إلى القاهرة للقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وشكره على كل الجهود التي بذلها لانتخاب رئيس للجمهورية من خلال اللجنة الخماسية.
وفي ما خص مشروع استجرار الغاز من مصر عبر الأراضي السورية، والذي بقي تمويله مجمداً من البنك الدولي خوفاً من قانون قيصر، لفتت مصادر إلى أنه مع إعلان ترامب استعداده لرفع العقوبات عن سوريا، فلا مانع من وصول الغاز إلى لبنان. وهنا، تطالب المصادر، الحكومة اللبنانية بالاستفادة من الفرصة السانحة ومراجعة البنك الدولي بأسرع وقت في شأن تمويل مشروع استجرار الغاز من مصر، والتأكد من مدى استعداده لذلك.