لبنان الرسمي ينطلق من أرضية صلبة في الدوحة ونيويورك

بعيدا عما سيقوله رئيس الجمهورية في المحفلين العربي والدولي في الدوحة ونيويورك، من المطالبة بدعم لبنان ومساعدته لتحقيق انسحاب إسرائيل ووقف عدوان الأخيرة المستمر على لبنان، وصولا إلى المساهمة بإعادة الاعمار.. يبدو لافتا انه للمرة الأولى منذ أكثر من عقدين من الزمن، ان لبنان ينطلق من أرضية صلبة ومقنعة، ويقول القادة فيه كلاما مسموعا يؤخذ بعين الاعتبار، بعد الخطوات غير العادية وربما التاريخية التي اتخذها العهد والحكومة لجهة النهوض بالبلد، سواء من خلال الإصلاحات، أو من بوابة حصرية السلاح بيد الدولة سواء كان لبنانيا أو فلسطينيا، وهذا أمر لا يستهان به، اذ لطالما اعتبر السلاح غير الشرعي «أم الأزمات» اللبنانية ومصدرها على مدى نصف قرن.

وقال مصدر رسمي لـ«الأنباء»: «يستطيع لبنان وبثقة بالغة الطلب من الأشقاء العرب والمجتمع الدولي الوقوف إلى جانبه في هذا المسار الذي اختاره عن قناعة وطنية راسخة».

وتابع المصدر الرسمي: «لا شك في ان إزالة الاحتلال ووقف العدوان أحد العناوين الرئيسية المطلوبة للضغط على إسرائيل للانسحاب من المواقع المحتلة، ما يسهل للجيش اللبناني استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية بعدما سيطر على نحو 85 بالمائة من منطقة جنوب الليطاني، وأقام 120 موقعا وفقا لتقارير قوات الأمم المتحدة التي تتعاون معه».

وأضاف المصدر: «في المقابل فإن إسرائيل توسع عدوانها على كل المناطق اللبنانية، مع اللجوء إلى ظاهرة جديدة لاستفزاز اللبنانيين، من خلال بث «فيديوهات» يصورها على الأراضي اللبنانية المتحدث العربي باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، الذي كان يحدد في الحرب الموسعة الأبنية التي سيدمرها الجيش الإسرائيلي، عبر تحذيرات مسبقة».

وقالت مصادر مطلعة ان اسرائيل تستهدف من خلال هذا الاستفزاز الجديد تحقيق أمرين: الأول إظهار «الحزب» بموقع الضعيف والعاجز أمام هيمنة إسرائيل على الأرض والأجواء، والثاني محاولة استدراجه إلى مواجهة تريدها اسرائيل لتوسيع عدوانها. غير ان المصادر تتوقع ألا ينجر «الحزب» إلى هذه المواجهة، لغياب التوازن والقدرة على خوض حرب جديدة، على رغم ما تم تسريبه سابقا من أوساط مقربة من «الحزب» عن النية في إطلاق عمليات ضد الجيش الإسرائيلي داخل الأراضي اللبنانية في شهر سبتمبر.