لبنان: عصر الوصايات بالجملة انتهى... فماذا عن إيران؟ ريفي: دور طهران ولّى إلى غير رجعة

عانى لبنان ما لم تعانه أي دولة في العالم من وصايات لم يسبق لها مثيل، ففي دول العالم قاطبة يحصل انتداب على هذه الدولة وتلك وحروب وتنتهي، إلا أن لبنان منذ ستينيات القرن الماضي وصولا إلى اليوم، شهد وصايات بالجملة والمفرق.

ففي أواخر الستينيات سيطرت السلطة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات على القرار اللبناني، وكان النفوذ الفلسطيني فاعلاً في الجنوب وبيروت، وله تأثيره على القرارين السياسي والأمني، لا بل الدولة اللبنانية كانت تفاوض "أبو عمار" في كثير من المحطات، وبعده حكمت سوريا من خلال حافظ الأسد إلى نجله بشار وبشكل حديدي، فأتت برؤساء جمهورية ورؤساء حكومات وكانت الحاكم والآمر والناهي، وصولاً إلى حقبة الإغتيالات وأمور كثيرة، ثم تلاها "حزب الله" من خلال النفوذ الإيراني، إلى أن جاءت انتفاضة الاستقلال وخرجت سوريا من لبنان، فهل الآن يمكن القول أن عهد الوصايات انتهى وخصوصا أنه للمرة الأولى يسيطر الجيش اللبناني على تسعين بالمئة من جنوب الليطاني منذ السبعينيات، بعدما كان ممنوعاً عليه من "أبو عمار" إلى حزب الله وحافظ وبشار الأسد دخول الجنوب وحادثة كوكبا في أواخر السبعينات ماثلة للعيان؟

والسؤال الآخر، هل بعد رحيل كل هذه الوصايات بات لبنان حراً مستقلاً؟ وماذا تبقى من النفوذ الإيراني في ظل استمرار حزب الله بالقول "لن أسلم سلاحي"، إلى ما قاله مستشار مرشد الثورة الإيرانية علي أكبر ولايتي بأن سلاح الحزب "كالخبز والملح"، وبمعنى آخر هل هناك من سطوة إيرانية في مفاصل معينة لا زالت تتحكم بالوضع اللبناني؟ أم تقلص دورها عما كان عليه في الحقبة الماضية؟

في السياق، النائب اللواء أشرف ريفي يقول لــ"النهار"، عصر إيران في لبنان ولى إلى غير رجعة، وكل ما يقوله هذا المسؤول الإيراني وذاك، إنما هي مناورات سياسية للإشارة للولايات المتحدة الأميركية بأنها قادرة أن تفاوض بورقة حزب الله نووياً وتصل إلى تفاهم مع واشنطن، لكن ذلك محاولات يائسة وبائسة دون أن يكون لها سبيل وممر عبر طريق بيروت، فعهد الوصايات في لبنان انتفى، ومن يقول أن إيران لا زالت تتحكم بالساحة اللبنانية، أقول لهؤلاء أن دورها لم يعد له أي تأثير وقيمة بل صراخ في البرية، وهذا ما ينطبق على مسؤولي حزب الله وفي طليعتهم أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم، فكل ذلك للإيحاء للبيئة الحاضنة بأنهم لا زالوا أقوياء وذلك يأتي في إطار رفع المعنويات لا أكثر ولا أقل.

ويلفت النائب ريفي، بأن معلوماته ومعطياته تؤكد، بأن دوري حزب الله وإيران اضمحلا بشكل دراماتيكي، وكل ما نشهده من تصعيد إيراني بأن سلاح حزب الله باق ولن يسلم، فذلك يذكر بحقبة النظام السوري وبما يسمى بالعدة الخشبية ورفع الشعارات واليافطات دون أي تأثير.

ويخلص النائب ريفي، بأن الأشهر المقبلة ستؤكد بأن النفوذ الإيراني انتهى، لا سيما أن الإجماع الدولي على تنفيذ حصرية السلاح والقرار 1701 وما تقوم به لجنة الميكانيزم وخصوصاً بعد تعيين السفير سيمون كرم، فكل ذلك يشي بأننا أمام حقبة جديدة وسيكون لبنان حراً ومستقلاً، والجيش اللبناني من يحمل السلاح دون سواه من الميليشيات وآخرها ميليشيا حزب الله، وعليه فإن طهران تسعى لتسجل نصراً دبلوماسياً وسياسياً، لكن لن يسيل عن طريق لبنان كما كان يحصل في مراحل سابقة إبان حكم حافظ وبشار الأسد، وصولاً إلى مرشد الثورة الإيرانية وقادة حزب الله.