المصدر: جريدة الانباء الالكترونية
الأحد 17 آب 2025 06:51:13
في ظلّ مشهدٍ سياسيّ وأمنيّ مأزوم، يترقّب لبنان زيارة كلّ من الموفد الأميركي توم براك ترافقه مورغان أورتاغوس، وسط مناخٍ من التوتر الداخلي عقب قرار الحكومة حصر السلاح بيد القوى الشرعية ورد حزب الله على لسان أمينه العام الشيخ نعيم قاسم بعدم تسليم السلاح. إلّا أن التحدي الأكبر يبقى على المستوى الداخلي، مع تصاعد حدّة الخطاب السياسي، وتلويح قاسم بإمكانية اندلاع حربٍ أهلية، ما يضع البلاد أمام مفترقٍ خطير بين التهدئة والانفجار.
بعبدا المحطة الأولى
في السياق، أفادت المعلومات بأن المحطة الأولى لبرّاك وأورتاغوس ستكون قصر بعبدا، حيث يلتقيان برئيس الجمهورية جوزاف عون، ومن ثمَّ الرئيسين نبيه برّي ونواف سلام، إذ ينتظر الرؤساء ما سيحمله الموفدان في جعبتهما خصوصاً وأن لبنان أحرز تقدماً واضحاً وجدياً وهو ما يجب أن يقابل بخطوة مماثلة عبر الضغط على الجانب الاسرائيلي لوقف خروقاته والانسحاب من الاراضي الحدودية المحتلة.
ملفات برّاك في لبنان
وفي إطار متصل، لفتَ الصحافي علي حمادة إلى أن الزيارة تأتي في سياق متابعة الملفات العالقة، من ملف قرارات الحكومة اللبنانية في جلساتها الأخيرة، إلى الورقة الأميركية بين برّاك والسلطات اللبنانية، خصوصاَ وأن قرارات الحكومة ونتائجها كانت مهمة جداً ونتج عنها تداعيات على المشهد الداخلي.
العلاقة اللبنانية السورية، وهو الملف الثاني الذي سيناقش مع برّاك وفق حمادة، إذ إنَّ هناك شائعات متعلقة بالوضع على الحدود بين البلدين، وسيتم التطرق إلى ضرورة التنسيق بين البلدين عبر الرعاية السعودية، كما وأن الأميركيين يسعون لمساعدة الدور السعودي بما يتعلق بالعلاقة بين البلدين، في ظلّ المخاوف من أن يكون أحد أهداف إيران يقضي بافتعال مشكلة مع الحدود عبر حزب الله لحرف الانظار عن حصر السلاح.
حمادة أشار في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى أنَّ التمديد لليونيفيل سيكون له حائزاً قيّماً في الزيارة، حيث أن هناك العديد من البنود المطروحة على بعد أسبوعين من موعد انعقاد جلسة مجلس الامن الدولي، لكن كلها تتمحور حول انهاء مهمة اليونيفيل، إما عبر إنهاء فوري وهو ما يريده الاسرائيلي، أو تمديد سنة كاملة مع انهاء متدرج حتى تاريخ 30 8- 2026، بالإضافة إلى البحث في تعديل بعض صلاحيات القوى الدولية ومهماتها لناحية منحها حرية الحركة أكثر.
تزامناً، رأى حمادة أنَّ الموفدين سيناقشان متابعة الاصلاحات المالية على كافة الأصعدة، خصوصاً لجهة مكافحة الفساد، إذ إنَّ العين مفتوحة على بعض المؤسسات مثل القرض الحسن في ظلّ محاولات لاقفالها بطريقة مناسبة.
الشارع مضبوط ولكن
من جهةٍ أخرى، تطرّق حمادة إلى الفوضى التي سادت الشارع اللبناني في الأيام الماضية، لافتاً إلى أنه يجري ضبط الوضع بمعرفة الرئيس نبيه برّي، إذ تراجعت مسيرات جمهور الحزب بضغط منه، فيما الحزب يسعى لحوار للتهرب من الجدول الزمني وهناك أفكار قد تقدّم في الايام المقبلة حول حصر السلاح، وخطة الجيش لتنفيذ هذا القرار عملياً على الأرض.
حمادة أشار إلى أنَّ تهديدات قاسم التي كان وقعها سيئاً على الرأي العام اللبناني تمس بالسلم الأهلي في البلد، وهناك محاولات جدية لضبط الأمور، مؤكداً أن القرار الحكومي اتخذ ولا تراجع عنه.