لبنان في قلب العرب

يسأل كثيرون عن موقع لبنان في العالم العربي، ويتساءلون "كيف تخلّى العرب عن لبنان في أزماته؟"، ويتناسون أن لبنان الرسمي الخاضع لقرار لبنان غير الرسمي، تناسى دنيا العرب، وأساء إلى كل علاقاته العربية، وارتضى أن يتدخل سياسياً وعسكرياً وأمنياً في ما ليس له علاقة به.

لا حاجة إلى تفصيل تلك الحقبة، التي صادرت فيها إيران قرار لبنان، كما تصادر قرار سوريا والعراق واليمن وغيرها، وتحوّل تلك الدول أدوات لها في صراعها مع الغرب، وأداة للضغط على الدول العربية.

قد لا يكون الوضع تبدّل جذرياً، ولا رهان على متغيّرات الربح والخسارة، وهي حسابات خاطئة، لأن السياسة لا تؤتمن بتحالفاتها ومصالحها، لكن الإشارة هنا، إلى أن العالم العربي تحلّق حول لبنان في أزمته المستفحلة، وقد أعادت الحرب استذكار العام 2006، يوم نهض لبنان من بين الركام بدعم كل إخوانه العرب، واليوم يتكرّر المشهد، فها هي الإمارات تخصص للبنان 100 مليون دولار، قبل أن تنطلق حملة شعبية لجمع التبرعات. وها هي الطائرة السعودية تحط أمس في بيروت محمّلة كل أنواع الإعانات، وقبلها قطر والأردن ومصر، ودول أخرى تتهيأ لحملات مماثلة ولو اختلفت قيمتها وأرقامها تبعا للقدرات والإمكانات.

قد لا تكون الأرقام هي الأساس، وإن كانت مهمّة، لأن الاساس يكمن في الرعاية العربية للبنان، والتي لم تنقطع رغم كل الاستياء السابق، وهي تتظهّر كل مرة تصيب لبنان نكسة ويحتاج إلى إخوانه للنهوض.

لبنان في قلب العرب، والمهم أن يعي اللبنانيون أنّ عليهم صون محيطهم الطبيعي في قلوبهم.