لبنان لن يكون ساحة للحرب...كل ما فيه بات مدمّرا!

هل ينال لبنان حصّة من الإنتقام الإسرائيلي من إيران، بعد تحميل تل أبيب طهران، المسؤولية عن الهجوم على سفينة مملوكة من ملياردير إسرائيلي؟

فوزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أكد أن الولايات المتحدة الأميركية على ثقة بأن إيران نفّذت الهجوم، وأن واشنطن تتشاور مع حكومات المنطقة وخارجها، من أجل ردّ مُناسِب ووشيك. فيما قال رئيس الحكومة الإسرائيلية نفتالي بينيت:"نعرف كيف نرسل رسالة إلى إيران على طريقتنا الخاصة". 

لبنان؟

وسواء حُلَّت المشكلة بعقوبات على إيران، أو بردّ عسكري مُناسِب، لن يكون إلا خارج الحدود الإيرانية بالطّبع، خصوصاً أنه لن يكون مُمكناً استقبال الرئيس الإيراني الجديد ابراهيم رئيسي بتصعيد عالي السّقف، حتى من قِبَل ألدّ خصومه، نسأل عن لبنان ومصيره، وسط كل تلك الصّورة. 

السيناريو نفسه

أكد مصدر واسع الإطّلاع أنه "لن يكون للبنان مساحة فعليّة، في أي شكل من أشكال الردّ الإسرائيلي على إيران، بعد الهجوم على السفينة الإسرائيلية في بحر عمان، الأسبوع الفائت".

وشدّد في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" على أن "إيران قادمة الى مرحلة ستُصبِح فيها أكثر قوّة في لبنان. فحتى ولو شهدت الساحة اللبنانية بعض الهجمات الإسرائيلية على مستوى إستخباراتي، وليس عسكرياً بالمعنى التقليدي، فنحن سنكون بعيدين من أي تصعيد إسرائيلي - إيراني يمكنه أن يحصل على مستوى كبير، في المنطقة. والنّفوذ الإيراني سيزداد في لبنان كثيراً".

وأوضح أن "الولايات المتحدة تدخل الى الدول، فتدمّرها، وتُوكِل القوى العدوّة لها (الولايات المتحدة) بقتل حلفاء الديموقراطية، والليبرالية، والعالم الحرّ. فهذه من غرابة السياسة الأميركية، ويُمكننا أن نتلمّسها تاريخياً في أكثر من مكان حول العالم، وفي أفغانستان والعراق اليوم . فالسيناريو نفسه يتكرّر، في بلدان مختلفة، وفي أزمنة مختلفة". 

فقدت أهدافها

وأشار المصدر الى أن "إسرائيل تتمتّع بدعم دولي أكبر من السابق حالياً، إذا نفّذت عمليات ضدّ إيران، على مستوى المنطقة. فحتى روسيا والصين، لن تُعارِضا ردّات الفعل الإسرائيلية ضدّ طهران، بعدما تعمّقت العلاقات الإسرائيلية - الروسية - الصينية، خلال السنوات القليلة الماضية".

وأضاف:"لا يُمكن لإسرائيل أن تدمّر لبنان، أو أن تجعله ساحة من ساحات صراعها مع إيران، بعدما فقدت كلّ أهدافها فيه".

وشرح:"في الماضي، كانت إسرائيل تهدّد بتدمير الكهرباء، والبنى التحتية، والمصالح الحيوية في لبنان. أما اليوم، فنجد أن الكهرباء والبنى التحتية وكل ما في لبنان، بات مدمّراً من قِبَل الدّاخل اللبناني، وما عاد يحتاج الى هجوم خارجي". 

لا تنتظروا

ولفت المصدر الى أن "كل الركائز والقطاعات التي لطالما شكّلت نقطة قوّة للبنان، دُمِّرَت، وعلى رأسها النّظام الحرّ، والقطاع المصرفي، والقطاع الطبّي، والقطاع التربوي".

وتابع:"إعادة إعمار كل ذلك باتت صعبة جدّاً، ولم تَعُد تقتصر على مساعدة دولية فقط، بعدما أصبحت الهوية اللبنانية بحُكم المقتولة".

وختم:"النّهوض بلبنان صار شاقّاً، ويحتاج الى دفع أثمان باهظة أكثر من السابق، لا طاقة للدّاخل اللبناني على تحمّلها. وطالما أن إيران تحتلّ لبنان، فإن لا مجال للنّهوض به من جديد، مهما كثُرَت البرامج الإصلاحية، والمؤتمرات الدولية، ومهما تدفّقت الأموال والإستثمارات إليه مستقبلاً. وبما أن طهران تتّجه لتُصبح أقوى فيه (لبنان)، فالنتيجة هي أن "كبّروا عقلكون"، ولا تنتظروا إيجابيات".