لبنان معلَّق على مسار الحرب ونتائجها...ورقة موحدة في مناقشات "براك" وإيران تلوِّح بالطلب من "حزب الله" التدخل

بعد مضي ستة أيام على اندلاع الحرب الإسرائيلية – الإيرانية، ينتظر العالم يوميًا ما يقوله الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أصبحت مواقفه شبه يومية حيال ما يجري في المنطقة.

ترامب رفع وتيرة لهجته، وفي أحدث موقف له سجَّل ما يلي: "إن الإيرانيين تواصلوا لكن تأخر جدًا وقت الحديث. هناك فرق كبير بين الآن وقبل أسبوع. لا أحد يعلم ما سأفعله".

في المقابل رد مرشد الجمهورية الإسلامية علي الخامنئي على ترامب، فقال: إن "العقلاء الذين يعرفون إيران وشعبها وتاريخها لا يتحدثون البتة بلغة التهديد إلى هذا الشعب، لأن الشعب الإيراني لن يستسلم".

هل سيتدخّل "حزب الله"؟

والسؤال الذي يُطرَح منذ بدء الحرب يوم الجمعة الفائت، هو: هل يدخل "حزب الله" هذه الحرب؟

مسؤول إيراني رفيع قال لقناة "الجزيرة" إن "دخول أميركا على خط المواجهة مع الكيان الصهيوني يعني أن حزب الله سيتحرك" ولم يصدر عن "حزب الله" أي تعليق على هذا الموقف، لكن مصادر سياسية سألت: هل تريد إيران توريط لبنان؟ وهل لبنان قادر على تحمل تبعات حرب لا ناقة له فيها ولا جمل.

بيان كتلة "الوفاء للمقاومة"

وكان لافتًا الموقف المستجد لـ "حزب الله" من تطورات الحرب، وتلميحه إلى موقف ما من هذه الحرب، إذ اعتبر أن قيام الولايات المتحدة الأميركية بالانخراط العسكري المباشر في الحرب، سيؤدي حكمًا إلى تغيير سياق المواجهة كما سيدفع المنطقة برمّتها نحو الانفجار الشامل.

السؤال الذي طرحه المراقبون هو: ماذا يقصد "حزب الله" عندما يتحدث عن "تغيير سياق المواجهة"؟

خروج من إسرائيل

في ظل هذه الأجواء العالية التوتر، أعلن السفير الأميركي في إسرائيل عن خطة لإجلاء الأميركيين من الدولة العبرية. ولم يقتصر هذا الإجراء على الولايات المتحدة الأميركية بل إن دولًا أوروبية عمدت إلى اتخاذ الإجراء ذاته، الناطق باسم وزارة الخارجية الألمانية، كريستيان فاغنر، أعلن أنه من المتوقع أن تنقل ألمانيا نحو 200 شخص عبر رحلة تجارية مستأجرة من الأردن. وفي روما، قال وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، إن روما وفرت رحلات جوية للمواطنين الإيطاليين الراغبين في مغادرة إسرائيل.

توم براك اليوم في بيروت

لبنان الرسمي في حال ترقب للنتائج المرتقبة لهذه الحرب، وفي الأثناء يستمر التحرك السياسي والدبلوماسي بوتيرة عادية.

في هذا السياق، تأتي زيارة الموفد الرئاسي الأميركي توم براك إلى بيروت، وقد علمت "نداء الوطن" أن المسؤولين أعدّوا ورقة موحّدة ونسّّقوا مواقفهم لبحثها مع براك على غرار ما كانوا يفعلون عندما كانت تزورهم مورغان أورتاغوس. وسيلتقي براك صباحًا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون قبل أن يجول على بقية المسؤولين، وسيحصر لقاءاته بالمسؤولين الرسميين دون أي قيادات أخرى. وسيكرّر رئيس الجمهورية موقفه بإدانة الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران وسيشدّد في الوقت نفسه على موقف لبنان بالنأي بالنفس عن الحرب. ومن جهة ثانية، هناك تأكيد لبناني على الالتزام بالقرار 1701 واتفاق الهدنة وجمع السلاح الفلسطيني، كذلك السلاح اللبناني والمطالبة بانسحاب إسرائيل من النقاط المحتلة وتحرير الأسرى لتسهيل عملية سحب السلاح غير الشرعي، واعتماد الحوار سبيلًا لكل الأهداف. ومن جهة ثانية سيستمع المسؤولون من براك إلى الطروحات التي سيحملها، وسيطلعون على نظرة الولايات المتحدة إلى تطوّر الأمور خصوصًا أن واشنطن هي راعية الاتفاق بين لبنان وإسرائيل.

برّاك سيبلغ الدولة اللبنانية أن بلاده تعتبر نزع سلاح "الحزب" ضرورة قصوى لتفادي عودة النار والدمار إلى لبنان، وسيقول للمسؤولين إن بلاده لا يهمها كيف يتم نزع هذا السلاح، بالحوار أو غير الحوار، فالمهمّ أن يُنزع، وإلا فإنها لا تضمن ما يمكن أن يحصل في المرحلة المقبلة.

وتقول المعلومات إن تجفيف منابع وشبكات تمويل "حزب الله" سيكون ايضًا حاضرًا في نقاشات براك من زاوية ضرورة إنهاء ظاهرة "القرض الحسن"، وتلفت المصادر إلى أن برّاك سينصح أيضًا الدولة اللبنانية بتجريد كل الفصائل الفلسطينية سيما المقربة من "الحزب" و"حماس"، من سلاحها، لأنها أيضًا أهداف لإسرائيل.