المصدر: النهار
الاثنين 30 آب 2021 16:09:01
خسارة جديدة دفعها لبنان في بلاد الاغتراب، بفقدان مدرب ألعاب القوى جان الغاوي بحادث سير مروّع في الكونغو، لينضم إلى ضحايا كثر دفعوا أرواحهم بعيداً عن وطنهم وهم يبحثون عن حياة كريمة لعائلاتهم.
الوداع الأخير
يوم السبت الماضي كان موعد عائلة الغاوي مع الكارثة، رحل الوالد لثلاثة أبناء "عندما كان عائداً من عمله، حيث اجتاحت شاحنة المركبة التي كانت تقله، ليفارق الحياة على الفور"، بحسب ما قال ابنه إيلي لـ"النهار"، مضيفاً: "منذ خمس سنوات قصد والدي الكونغو، من دون أن تنقطع زياراته إلى بلده، والشهر الماضي كان معنا، أمضينا معه وقتاً جميلاً وكأنه كان يودعنا".
قبل الحادث بعشر دقائق تواصل جان مع عائلته "كان الحديث الأخير معه ليصلنا بعدها خبر رحيله"، قال إيلي، متابعاً: "نفتخر بوالدي، فقد كان مثالاً يحتذى به لكل الآباء، بمعاملته لنا وتفانيه في تربيتنا ومتابعة تفاصيل حياتنا"، مشدداً على أن "لا كلمات يمكنها وصفه، فقد كان من خيرة الناس".
مسيرة رياضية عامرة
56 سنة مرّ الغاوي على الأرض ترك خلالها أطيب أثر ومسيرة حافلة في مجال الرياضة. وبحسب ما شرح أمين عام اتحاد ألعاب القوى السابق عبد الله بجاني لـ"النهار": "كان جان حكماً اتحادياً دولياً لألعاب القوى، وهو من مؤسسي رياضة ألعاب القوى للأطفال في لبنان، شارك في عدة دورات دولية من تحكيم وتدريب، كما خرّج رياضيين أبطالاً، إضافة إلى ذلك كان عضواً في اتحاد ألعاب القوى من سنة 2012 إلى سنة 2016، وعضواً في لجان عدة في الاتحاد، كما علّم الرياضة في المعهد الانطوني في بعبدا ومدرسة الراهبات الأنطونيات"، مشيراً إلى أن جان "كان يحب الحياة، خدوماً، لا تفارق الضحكة محياه".
الاتحاد اللبناني لألعاب القوى نعى جان في صفحته عبر "فايسبوك" حيث كتب: "ببالغ الحزن والأسى تبلّغنا وفاة عضو الهيئة الإدارية السابق في الاتحاد اللبناني لألعاب القوى الراحل جان الغاوي على إثر حادث أليم في دولة الكونغو. وكانت للراحل بصمات كثيرة في الوسط الرياضي بشكل عام وفي لعبة ألعاب القوى بشكل خاص. يتوّجه الاتحاد اللبناني لألعاب القوى بأحرّ التعازي من عائلته الصغيرة وعائلة ألعاب القوى اللبنانية، راجين من الله أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وعائلته الصبر والسلوان. لنفسه الراحة ولكم من بعده طول البقاء".
العائلة المفجوعة تنتظر وصول جثمان جان، وقال إيلي: "يُفترض أن يصل في اليومين المقبلن، لنزفّه إلى مثواه الأخير".