المصدر: الوكالة المركزية
الكاتب: نجوى ابي حيدر
الأربعاء 8 تشرين الأول 2025 12:44:32
بسرعة لافتة تستعد سوريا الجديدة للانخراط في مشروع السلام الاميركي للمنطقة، ولئن تعثر الاتفاق الامني الذي كان متوقعاً اعلانه خلال اجتماعات نيويورك الشهر الماضي. وفي مدينة شرم الشيخ المصرية بدأت جلسات غير مباشرة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، لبحث تهيئة الأوضاع الميدانية ووضع آلية لتبادل الأسرى في قطاع غزة وفق خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقد اكد مسؤول اميركي لـ"اكسيوس" امس ان ستيف ويتكوف وجاريد كوشنير لن يغادرا مصر من دون اتفاق بشأن غزة وعلى نتنياهو ان يفهم ان الوقت حان لابرام صفقة. اما في بيروت، فليس ما يشي بأي تقدم، لا بل خشية تتوسع من عودة الى الوراء، في ظل تعنت حزب الله ورفض قرارات الحكومة لا سيما حصر السلاح بيد الدولة والمجاهرة في كل مناسبة سياسية او دينية، ومن جانب نواب وقادة الحزب ورجال الدين الشيعة بعدم تسليمه.
وليس مرد الخشية الى مجرد الرفض بحد ذاته، انما للمتوقع من تداعيات جراء هذا الرفض وتحديدا من جانب اسرائيل التي تعد العدة، بحسب ما تفيد مصادر دبلوماسية "المركزية"، لتسديد ضربة لحزب الله الذي يعيد بناء قدراته العسكرية ومنظومته الامنية وهيكليته الادارية التنظيمية ويحصل على المال من ايران، خلافاً لما يُشاع، متوقعة ان تستهدف السلاح الاستراتيجي الذي يزعجها وهي تعلم مواقعه، وقد تنفذ عمليات محدودة او "ميني" حرب، قد تتوسع لتطال كل ما هو مرتبط بحزب الله قيادات وعناصر وشخصيات سياسية ومالية واعلامية مؤثرة في مناطق نفوذه .
ولن تعارض واشنطن الخطوة الاسرائيلية هذه، بحسب المصادر، ما دامت لا تلمس جدية لبنانية في التعاطي العملي مع سلاح الحزب، وهي تُسلِم ملف لبنان مجدداً الى المبعوثة المثيرة للجدل مورغان اورتاغوس على رغم ممارساتها "الاستفزازية" بخواتمها وقلاداتها، خلال الحقبة السابقة في بيروت، خلفاً لتوم برّاك الذي لم يفقه كثيراً في تعقيدات الوضع اللبناني وهو سيتفرغ لسوريا وازماتها.
ووسط توقعات بنجاح مفاوضات شرم الشيخ، وتقدم سوريا نحو حل خلافاتها مع اسرائيل وصولا الى السلام والتطبيع، لا تخفي المصادر قلقها من اتجاه لعزل لبنان عن سوريا وتنفيذ عمليات في الجولان وجبل الشيخ لتنظيف المنطقة من كل سلاح غير شرعي والتفرغ للبنان وحزب الله. تبعاً لذلك، تعتبر المصادر ان على لبنان الرسمي ان ينتظر نتائج اجتماعات شرم الشيخ ليحسم في ضوئها خياراته ويحدد موقفه ، فيؤكد خروجه النهائي من محور ايران الذي يرهنه منذ اكثر من ثلاثين عاماً لمصالحه، والا وخلاف ذلك فإن سيناريو غزة قد يكون جاهزاً، وآنذاك لن يجد من يقف الى جانبه ويدعمه لا عربياً ولا غربياً.