المصدر: النهار
الكاتب: منال شعيا
الخميس 13 تشرين الثاني 2025 07:33:55
شارفت التحضيرات الوطنية والتقنية لزيارة البابا لاوون الرابع عشر لبنان نهاياتها، وباتت اللمسات في مربعها الأخير، استعدادا للأيام البابوية من 30 تشرين الثاني إلى 2 كانون الأول المقبل.
على كل الصعد اللوجيستية والعملية والإعلامية، يستعد لبنان الرسمي والشعبي لهذا الاستقبال التاريخي في زمن مصيري.
سياسيا ووطنيا، تشرف السيدة الأولى نعمت عون على مجمل التحضيرات الخاصة بالزيارة، من خلال اللجنة الوطنية التي ترأسها، وتنسق باستمرار مع اللجنة الكنسية التي يرأسها راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، بصفته المنسّق الكنسي لزيارة البابا ورئيس الهيئة التنفيذية لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان.
من اللافت أن المحطة الأولى ستكون بعد وصول البابا إلى المطار، في القصر الجمهوري. من أرض المطار، سيستقبل رئيس الجمهورية جوزف عون قداسة البابا، مع وفد لبناني سياسي وديني.
من هنا، تتكثف التحضيرات في قصر بعبدا لوضع كل المستلزمات لهذا الحدث، سواء من خلال الحضور الرفيع للشخصيات الرسمية أو الفاعليات السياسية والديبلوماسية والدينية والإعلامية، أو من خلال ما سيتضمنه هذا اللقاء في قصر بعبدا.
رئاسيا، تتابع اللجنة الوطنية المختصة أمورا لوجيستية وأمنية، كما تتابع اللجنة الكنسية كل محطات الزيارة وترتيباتها، والجهتان تنسقان مع السفارة البابوية في لبنان التي ستشرف على كل التفاصيل.
هكذا تشارك!
في كل محطة أكثر من عنوان. فمن افتتاح الزيارة عبر الاستقبال البروتوكولي الرسمي في قصر بعبدا، إلى ختامها في قداس إلهي شعبي عند الواجهة البحرية لبيروت، تكتسب المناسبة بعدا وطنيا لافتا، ولاسيما مع صلاة التأمل والصمت عند مرفأ العاصمة.
ولمزيد من التنسيق، دعت اللجنة الكنسية كل المطرانيات إلى التعميم على أبرشياتها، كل في نطاقها، الطلب من الراغبين في المشاركة في القداس العام، تسجيل أسمائهم في الأبرشيات وإعطاءها للمطرانية، من أجل ترتيب هذا اليوم، إن كان من خلال النقل ومحطات التجمع، أو من خلال تنظيم حضور القداس.
أكثر من طابع ستظهره زيارة البابا. من البعد الوطني إلى الطابع الروحاني الذي سيتجلى عند ضريح القديس مار شربل في عنايا، فيما يحتل الحيز الإنساني مساحة خاصة عبر زيارة دير الصليب في بقنايا.
إعلاميا، ثمة لجنة خاصة بالزيارة، طلبت من كل المؤسسات الإعلامية المرئية والمسموعة والمكتوبة المحلية والعربية والأجنبية، تسجيل الإعلاميين الراغبين في التغطية، علما أن الموقع الإلكتروني الذي استحدث لهذه الغاية سيستمر في قبول طلبات الاعتماد حتى 20 تشرين الثاني ضمناً، وهو الموقع الحصري أو المنصة الوحيدة المخصصة لتسجيل الطلبات: http://www.presidency.gov.lb/media-accreditation-form.html
كذلك، سينشأ مركز إعلامي رئيسي في قاعة الاحتفالات الكبرى في فندق "فينيسيا"، وأي انتقال للإعلاميين إلى المحطات المقررة في البرنامج، سيتم من "فينيسيا" بواسطة حافلات خاصة تضعها اللجنة بتصرف الإعلاميين، وبالتنسيق مع الجهات الأمنية المشرفة على الزيارة. وللهدف التنظيمي نفسه، لن توزع البطاقات على الإعلاميين إلا قبل 48 ساعة من موعد الزيارة.
أمنيا أيضا، كل الاستعدادات والتنسيق بين القطاعات والأجهزة على أهبة الجهوز لهذا الحدث التاريخي.
أما شبابيا، فلا تقل التحضيرات عن الرمزية المطبوعة في اللقاء الشبابي الذي سيجمع البابا بشبيبة لبنان في الصرح البطريركي في بكركي.
لهذه الغاية، سيكون اللقاء مع الشبيبة، وهو ينظم بعناية، ولاسيما أن ثمة مجالا للشباب لتوجيه أسئلتهم إلى البابا في لقاء مباشر وحي.
في هذا المجال، بدا لافتا أن اللجنة الوطنية لراعوية الشبيبة في الكنائس الكاثوليكية تتولى أيضا التحضير للقاء الشبيبة في بكركي، الذي سيعقد الرابعة بعد ظهر الإثنين 1 كانون الأول، وقد حددت آلية التسجيل للشباب من عمر 16 إلى 35 عاما.
تأخذ اللجنة عنوان "كلنا معنيون بالحدث التاريخي"، وتدعو الشباب من خلاله إلى المشاركة في هذه المناسبة الاستثنائية
اللقاء المسكوني في ساحة الشهداء
عقد في المركز الكاثوليكي للاعلام مؤتمر صحافي اعلنت في خلاله ترتيبات اللقاء المسكوني بين الاديان الذي سيقام مع البابا لاوون الرابع عشر، عند الساعة الرابعة من بعد ظهر الاثنين في الأول من كانون الأول ا في ساحة الشهداء، شارك فيه رئيس اللّجنة الأسقفية للحوار المسيحي الإسلامي في لبنان ومنسق اللقاء المطران مار متياس شارل مراد، رئيس اللّجنة الأسقفية للعمل المسكوني ومنسق اللقاء المطران يوسف سويف، مدير المركز الكاثوليكي المنسق الاعلامي الكنسي لزيارة البابا المونسنيور عبده ابو كسم، مشلين أبي سمرا عن شركة "سوليدير" وعضو لجنة تنظيم اللقاء الاعلامية ليا عادل معماري.
وعرضت أبي سمرا "التصوّر المعماري والفني للمكان الذي سيحتضن هذا اللقاء، بما يراعي رمزيته وأبعاده الروحية والإنسانية"
بدورها، أشارت معماري الى ان "اللجنة المعنية بتنسيق هذا اللقاء سعت وبتوجيه من اللجنة المركزية في الفاتيكان جاهدة مع كل الفريق المعني واللجان، بتنظيم هذا اللقاء المسكوني الوطني على أرفع المستويات، و أن تشمل الدعوات قادة الطوائف المسيحية كافة، والمرجعيات الإسلامية الكبرى، إلى جانب الأشخاص الذين يهتمون بمسألة الحوار بين الأديان حصراً".
وقالت:"هذا الأمر يدفعنا لنؤكد أن الدعوات محصورة فقط بالأشخاص المذكورين وهي دعوات خاصة وليست متاحة لكل الناس حيث يبلغ عدد المقاعد 330 مقعدا واللجنة ملزمة بذلك، وتم تنسيق الأمور وفق اتصالات رفيعة المستوى مع كل أعضاء اللجنة ، وتم اختيار الاسماء من كل المناطق والمحافظات، وفق مبادىء اللقاء المسكوني والحوار بين الأديان".
حجر الزاوية في يارون
هذا الحجر مأخوذ من أنقاض كنيسة القدّيس جاورجيوس في بلدة يارون – جنوب لبنان، التي تهدّمت تحت وطأة الحرب، وبقيت شاهدةً على إيمانٍ لا تهزّه العواصف. سيحمله المؤمنون الى قداسة البابا لينال بركته الرسولية قبل ان يعاد إلى مكانه في الكنيسة عند إعادة بنائها، "علامةً للقيامة بعد الصليب، ولرجاءٍ لا يُقهر في أرض الجرح والقداسة".