عاد ملف الثروة النفطية الى الواجهة من جديد بعد توقيع مجلس الوزراء اتفاقية استكشاف البلوك رقم 8 في المياه البحرية اللبنانية وإجراء مسحٍ زلزاليٍ شامل وتلزيم ائتلاف شركات توتال وإيني وقطر للطاقة القيام بعمليات الحفر، وسط تفاؤل الخبراء من الاستفادة أخيرًا من الثروات النفطية الموجودة في الأعماق في خطوة طال انتظارها بعد مماطلة وتأخير.

ولكن ماذا يعني قرار مجلس الوزراء؟ الخبيرة في شؤون الطاقة د. كريستينا أبي حيدر أوضحت في حديث عبر Kataeb.org أن البلوك 8 لم يتم استكشافه بعد عبر المسح الزلزالي وهو مؤشر لما يحتويه، معتبرةً أن القرار خطوة مهمة أولًا لانه لم يجرَ للبلوك أي مسح بعد وثانيًا لان موقعه متاخم مع اسرائيل وقريب من قبرص وهذه المنطقة واعدة خصوصًا وأن هاتين الدولتين وجدتا مكامن تجارية الامر الذي يعزز من احتمال وجود أي مكامن تجارية في البلوك رقم 8.

وعن إيجابيات القرار، أشارت الى أنه وضع قطاع النفط والغاز على مساره الحيوي وأعاد إحياءه بعد عامين من التأخير بعدما كانت توتال قد قامت بإستكشاف بئر في البلوك رقم 9 بالتزامن مع اندلاع الحرب ما أدى الى سحب الحفارة.

وعن سبب تأخر القرار، لفتت في حديث الى موقعنا الى أن البلوكات رقم 8، 9، و10 تقع في حدود متنازع عليها ما أدى الى عدم اهتمام أي شركة دولية للاستكشاف، إضافة الى أنه كان لدى توتال والكونسورتيوم حقوق الاستكشاف في البلوك رقم 9 لكن لم يجرِ العمل فيه إلا بعد ترسيم الحدود مع اسرائيل،  ثانيًا شركة توتال كانت تقوم منذ سنتين بعملية استكشاف في البلوك 9 إلا أن اندلاع الحرب في غزة في 7 تشرين صرف الاهتمام عن هذا الملف لما يلزمه من استقرار أمني واقتصادي، الى جانب كل ذلك لبنان كان يعيش فترة فراغ رئاسيّ بوجود حكومة تصريف أعمال لا يمكنها اتخاذ هكذا قرارات، في حين فتحت هيئة إدارة البترول باب الاستكشاف حتى الدورة الثالثة ولم تقدم أي شركة.

وردًا على سؤال عن سبب الابقاء على الكونسورتيوم نفسه، قالت:" يمكن انتقاد الكونسورتيوم ولكن لا يمكننا أن ننكر أنه يضم أهم الشركات العالمية فنحن نتحدث عن ائتلاف مهم مكوّن من "إيني" وتوتال وقطر والعبرة تقع على الدولة اللبنانية وماذا تريد من هذا الكونسورتيوم، على أن تكون شروط العقد والتلزيم غير مجحفة بحق الدولة وأن تتسم طريقة التعاطي بالجدية وتكون المتابعة على قدر أهمية هذا الملف، والجدير ذكره أن توتال تأخرت سنة ونصف تقريبًا في تقديم تقريرها التقني وهذا سببه أيضًا تقاعس الجانب اللبناني، لذلك نطالب بأن تكون العبرة في التنفيذ وعدم تكرار الاخطاء التي حصلت في السابق في البلوك رقم 8 وأن يجري الائتلاف المسح الزلزالي بأسرع وقت ممكن تليه عمليات الاستكشاف لبئرين على الاقل".

وختمت:" العملية لن تكون سريعة ولكن يجب الحث نحو الاسراع في هذا الملف دون مماطلة".