لقاء أميركي - إيراني غير رسمي في عاصمة خليجية

كشف مصدر رفيع في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني لـ «الجريدة» عن انعقاد اجتماع أميركي ــ إيراني غير رسمي أمس الأول في عاصمة دولة خليجية، تمهيداً لتنظيم اجتماع رسمي بين الجانبين.

وحسب المصدر، فقد شارك في اللقاء، الذي كانت روسيا أول مَن اقترحه، ثلاثة مندوبين عن كل طرف، من شخصيات إعلامية وأكاديمية.

ولم يذكر المصدر أي معلومات عن محاور الاجتماع أو نتائجه، لكنه قال إن المندوبين الإيرانيين أبلغوا الأمين العام للمجلس الأعلى علي أكبر أحمديان، أن اللقاء كان إيجابياً، وشهد تفهماً أميركياً لبعض المواقف الإيرانية.

إلى ذلك، وغداة إعلان طهران أنها ردت رسمياً على رسالة الرئيس الأميركي دونالد ترامب التي تلقتها مطلع مارس الجاري، أكدت تسريبات إيرانية صحة سبق «الجريدة» عن بنود الرسالة المنشور في 9 الجاري، والتي خيّر فيها المرشد علي خامنئي بين صفقة دبلوماسية أو «إجراءات مرّة» لبلده والمنطقة.

ونشر مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صالح صدقيان رسالة ترامب، حيث كتب الأخير لخامنئي أنه مهتم ببدء المفاوضات وفتح صفحة جديدة من التعاون ومساعدة الاقتصاد الإيراني على التعافي، وهما أمران واردان في خبر «الجريدة»، لكنه هدد في الوقت نفسه «إذا رفضت اليد الممدودة إليك واخترت طريق التصعيد ودعم المنظمات الإرهابية والمغامرات العسكرية، فإنني أحذرك من رد حاسم وسريع، لأننا لن نقف مكتوفي الأيدي أمام تهديدات نظامكم لشعبنا أو لحلفائنا».

وجاء الكشف عن نص الرسالة بعد ساعات من تهديد جديد لترامب قال فيه: «نفضل بشكل كبير التفاهم مع إيران، لكن إذا لم يكن الأمر كذلك، فستحدث أشياء سيئة جداً». والخميس الماضي، ذكر وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن بلاده أرسلت رداً عبر سلطنة عمان على رسالة ترامب بعد دراستها بشكل مفصل ودقيق.

ويتزامن ذلك مع تعزيزات أميركية عسكرية إلى المنطقة، إذ كُشف عن نقل الجيش الأميركي نحو 4 قاذفات شبح بعيدة المدى من طراز بي-2 إلى قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي، في خطوة تشير إلى تجنبه استخدام قواعد حلفائه في الشرق الأوسط.

وأشارت وكالة أسوشيتد برس إلى وجود مهبط طائرات غامض قبالة سواحل اليمن في جزيرة ميون وسط باب المندب يبدو جاهزاً لاستقبال رحلات جوية وقاذفات، متحدثة عن انتقال الجيش الأميركي من استهداف مواقع إطلاق الصواريخ والمسيّرات باليمن لاستهداف المسؤولين وقصف المدن، ولم يتضح إذا كانت هذه الإجراءات محصورة باليمن أم أنها تهديد عسكري لإيران.