المصدر: النهار
الكاتب: وجدي العريضي
الأربعاء 16 نيسان 2025 07:57:53
استرعى اللقاء الذي جمع الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في كليمنصو ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان، باهتمام لافت، لا سيما أن الزيارات المتبادلة بين كليمنصو وخلدة لم تتوقف في ظل الإيجابيات بين الجانبين على مختلف المستويات السياسية، إلى شؤون الجبل وشجونه، وصولاً إلى الواقع البلدي. وكان اللقاء الأخير بلديا رغم تباينات حيال بعض المسائل السياسية، إنما في ما خص الاستحقاق الانتخابي البلدي والاختياري، فقد ترك جنبلاط وأرسلان الخيار للعائلات من أجل التوافق والتزكية في بعض القرى والبلدات.
وتشير مصادر متابعة لـــ"النهار" إلى أن الأمور إيجابية بين الطرفين، وهدفهما التوصل إلى توافق، والانطلاقة كانت من بلدية الشويفات التي تعتبر الأبرز والأكبر، وقد تم التوافق على بقاء الرئيس الحالي نضال الجردي الذي له إنجازات وحضور وهو على مسافة من كل الأطراف، وهذا الاتفاق له أهميته في بلدية كالشويفات.
أما صعوداً فهناك استحالة للتوافق في معظم البلدات والقرى الجبلية، ولا سيما في بشامون، حيث ثمة لائحتان واحدة للحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة وديع عيد، بالتحالف مع الحزب الديموقراطي اللبناني، في مقابل لائحة مكتملة أيضاً برئاسة عزت عيد، تمثل غالبية عائلات بشامون وعلى مسافة واحدة من الجميع.
في بلدة عرمون ثمة معركة بين فراس الجوهري ومرشح آخر للحزب التقدمي الاشتراكي، وإن لم يكن منتميا إليه، وفي عيناب شبه إجماع على عودة الرئيس الحالي الدكتور غازي الشعار الذي حقق إنجازات كثيرة، وحتى الساعة ليس له أي منافسة قوية في البلدة. والأمر عينه ينسحب على معظم القرى والبلدات في عاليه.
في عاصمة القضاء مدينة عاليه المساعي مستمرة، لكن الرئيس الحالي وجدي مراد يشدد على أنه لا يخوض المعركة ضد الحزب التقدمي الاشتراكي، بل هو من بيئة هذا الحزب وعلى مسافة من كل عائلات المدينة التي لها الخيار الأول والأخير.
توازياً، تتجنب القوى السياسية الحديث عن هذا الاستحقاق، ولا سيما النواب والقيادة في الحزب التقدمي الاشتراكي، والأمر عينه للحزب الديموقراطي اللبناني، باستثناء ما يقوله نائب رئيس الحزب نسيب الجوهري الذي يؤكد أن "الخيار الأول والأخير للعائلات، ونحترم خياراتها ونتوافق في بعض البلدات والقرى مع الحزب الاشتراكي، ونخوض معارك في بلدات أخرى، إنما همنا أولاً وأخيراً إنماء الجبل ومساعدة الأهالي بعيداً من أي خلافات واعتبارات سياسية أخرى، لأن ما نسعى إليه هو الأمن والاستقرار في الجبل، وكذلك عملية الإعمار التي تقع على عاتق البلديات الجديدة" .
وفي موازاة التوافق في منطقة عاليه، قد لا يشهد الشوف معارك طاحنة بين جنبلاط وأرسلان. ففي بلدية الباروك حيث الرئيس الحالي إيلي نخلة، عقد لقاء بينه وبين رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب تيمور جنبلاط، وعلم أن نخلة أكد له أنه مع العرف، أي أن يكون الرئيس المقبل من طائفة الموحدين الدروز، وهو إلى جانب المختارة في الاستحقاق الانتخابي النيابي المقبل وفي أي محطات مماثلة.
وأخيراً، علم أن أكثر من لقاء يعقد بين مسؤولي الحزب التقدمي الاشتراكي والحزب الديموقراطي بعيداً من الأضواء، فيما لقاء كليمنصو بين جنبلاط وأرسلان كان إيجابياً، والأساس هو احترام إرادة العائلات وتجنب أي صدمات وخلافات. وإن كان هناك تحالف في هذه البلدة وتلك، فما الذي يمنع حصول معارك لا تؤدي إلى أي منحى انقسامي أو خلافي، لأن هذا الاستحقاق هو إنمائي أولا وأخيرا؟