لقاء العرّاب ماكرون أولى محطات ميقاتي

 غداة نيل الحكومة الثقة وبدء مداومة رئيسها نجيب ميقاتي في السرايا بادئاً لقاءات ديبلوماسية مع سفراء كل من الولايات المحتدة وفرنسا والأردن، أدرج قصر الاليزيه على جدول اعمال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ولقاءاته ليوم الجمعة المقبل الزيارة الأولى لميقاتي رئيسا للحكومة اللبنانية الجديدة التي وضعت فرنسا ثقلها المعنوي والديبلوماسي والسياسي منذ أكثر من 13 شهراً لتشكيلها. ومع ان الحكومة الميقاتية لم تأت مطابقة إلى حدود كبيرة للمبادرة الفرنسية الشهيرة، فان باريس باستقبالها ميقاتي في اول محطة خارجية له ستؤكد رعايتها المباشرة القوية لهذه الحكومة وتنظر اليها على انها تتويج لجهودها وضغوطها التي لم تتوقف منذ قيام الرئيس ماكرون بزيارتين لبيروت في السنة الماضية.
وأفاد مراسل "النهار" في باريس ان رئاسة الجمهورية الفرنسية أعلنت في البرنامج الاسبوعي للرئيس ايمانويل ماكرون نهار الجمعة في 24 ايلول الساعة الاولى بعد الظهر عن غداء عمل بين الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي. وكون زيارة رئيس الوزراء اللبناني لباريس تشكل اول زيارة خارجية فلها دلالات حول الدور الذي يعول عليه ميقاتي للديبلوماسية الفرنسية لتسهيل مهمته خارجياً، بعدما ساهم الرئيس ماكرون في تسهيل عملية تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة محلياً وخارجياً. وقد تلعب باريس دوراً مهماً لتأمين المساعدات الدولية للبنان وهو بحاجة ماسة لهذه المساعدات المالية والهيكلية. غير ان الرئيس ماكرون سيصارح الرئيس ميقاتي وسيشدّد امامه على ان المساعدات مرهونة بالاصلاحات وليس هناك "شيك على بياض" للحكومة التي يتوجب عليها القيام بهذه الاصلاحات وفق خريطة الطريق الفرنسية التي تعول على اعادة الاتصال للتفاوض مع صندوق النقد الدولي لتامين الخطة المالية، والقيام بالتحقيق الجنائي في مصرف لبنان وسائر الادارات واعادة هيكلة القطاع المصرفي. كما وسيشدد الرئيس الفرنسي من ضمن الخطة الاصلاحية على تشكيل الهيئات الناظمة خصوصا بالنسبة إلى الطاقة والاتصالات، وعلى استقلالية القضاء. كما ان الدعوة إلى اجراء الانتخابات النيابية ستكون في صلب مباحثاتهما لتعويل فرنسا على دور هذه الانتخابات التي قد تقود إلى تغيير بعض الطبقة السياسية. 

وفي السياق، علمت «الجمهورية» انّ ميقاتي الذي ابلغ الى رئيس الجمهورية الخطوة التي ينوي القيام بها في خلوة جمعتهما في نهاية اللقاء الثلاثي الذي جمعهما أمس الأولفي قصر بعبدا بوزير الخارجية عبد الله ابو حبيب، والذي خصص لمواجهة الجديد في عمليات التنقيب عن الغاز في المنطقة القريبة من البلوك الرقم 9 في اقصى الجنوب اللبناني والظروف التي أدّت الى تحديد الموعد والهدف المقصود منه.

وعلمت «الجمهورية» انه بعد ان اطلع ميقاتي عون على تفاصيل زيارته لباريس، ابلغ اليه التحضيرات الجارية للقاء مع ماكرون، وانّ جدول اعماله لم يحدد بنقاط معينة بعد بمقدار ما سيكون لاستكشاف ما يمكن ان تقوم به باريس لفتح آفاق المرحلة المقبلة امام الحكومة العتيدة، وما يمكن القيام به لاستعادة الحضور اللبناني على المسرح الدولي كما بالنسبة الى استكشاف اجواء المواجهة الفرنسية مع الاميركيين والبريطانيين بعد إلغاء اوستراليا صفقة الغواصات الفرنسية وانعكاساتها على الساحة اللبنانية، والدور الفرنسي الطليعي الذي دعم ولادة الحكومة على اسس راعت فيها باريس رغبات ورضى طهران وواشنطن وعواصم أخرى داعمة.

 وعلمت «الجمهورية» انّ ميقاتي يهدف من لقائه الرئيس الفرنسي الى تحريك تنفيذ مقررات مؤتمر «سيدر» التي من شأنها ان تمكّن لبنان من الحصول على 3 الى 4 مليارات دولار، في ضوء وعد من ماكرون بتمكين لبنان من ذلك. كذلك فإن ميقاتي يريد من هذه الخطوة ملاقاة المفاوضات المرتقبة بين لبنان والصندوق النقد الدولي الذي كان قد تردد سابقاً أنه سيمنح لبنان قروضاً ببضعة مليارات لتنفيذ بعض المشاريع الانمائية والحيوية على مستوى البنى التحتية، وذلك في حال الاتفاق مع السلطات اللبنانية على تنفيذ الاصلاحات المقررة في مؤتمر «سيدر» وفي المبادرة الفرنسية.

وتتوقع الاوساط ان يكون من بين اهتمامات ماكرون ضمان اعطاء الأفضلية للشركات الفرنسية في مشروعي إعادة بناء المرفأ والنهوض بقطاع الكهرباء المتهالك، خصوصاً انّ ماكرون يقف على بُعد أشهرٍ من موعد الانتخابات الرئاسية في الربيع المقبل، وهو يحتاج إلى إنجاز سياسي- استثماري في لبنان قد يساهم في تعزيز موقعه ضمن السباق الرئاسي.