المصدر: القبس
الثلاثاء 31 آب 2021 01:01:17
تتجه إيران في عهد حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي إلى زيادة دعمها للرئيس السوري بشار الأسد، واستخدام الملف السوري ورقة في المحادثات حول الملف النووي الجارية في فيينا.
وقالت مصادر مطلعة لـ القبس إن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أبلغ الأسد خلال لقائه، الأحد، في دمشق، أن إيران مصرّة على إدراج الملف السوري ضمن المحادثات النووية، وأن ذلك أولوية لدى رئيسي، مضيفاً أن واشنطن وبرلين رفضتا، وأن ذلك المطلب هو ما أجّل استئناف المفاوضات.
وتمثّل الجولة المقبلة من محادثات فيينا عقدة كبيرة، لجهة تمسّك حكومة رئيسي بشروطها ورفع السقف، بمقابل تحرك من الكيان الصهيوني للضغط على الإدارة الأميركية لمناقشة الخطة «ب»، الذي كان من مخرجاته انضمام دان شابيرو السفير الأميركي السابق لدى تل أبيب إلى فريق التفاوض بصفته مستشاراً كبيراً.
وتسعى حكومة رئيسي أيضاً إلى استخدام الملف السوري ورقة لمفاوضاتها مع دول المنطقة، حيث كشفت المصادر
لـ القبس أن عبداللهيان أبلغ الأسد أنه سيقوم بجولة إقليمية قريباً، لإعادة تأهيل النظام، وأن «الخارجية» الإيرانية -بأوامر من رئيسي- شكّلت فريقاً خاصاً، بكفاءات عالية، يركز على الملف السوري.
وبيّنت المصادر أن زيارة الوفد الإيراني لدمشق جاءت لإعادة التموضع العسكري، حيث ضم الوفد الجنرال محمد رضا فلاح زاده نائب قائد فيلق القدس وأبرز الشخصيات الصانعة للقرار العسكري.
فيما يلي التفاصيل الكاملة
في خطوة جديدة ربما تهدد بنسف مفاوضات إحياء الاتفاق النووي في فيينا، وترفع سقف المواجهة إقليمياً، أدرجت إيران الملف السوري ضمن المحادثات النووية، ووعدت بتأهيل نظام الرئيس بشار الأسد وزيادة دعمه.
فوفقاً لمصادر القبس المطلعة في إيران، فقد شهد اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الإيراني أمير حسين عبداللهيان مع الأسد، الأحد، في دمشق موضوعات مهمة، أبرزها تأكيد عبداللهيان للأسد أن من بين القضايا التي أسهمت في تأجيل استئناف المفاوضات النووية في فيينا، إصرار طهران على إدراج الملف السوري ضمن المحادثات، مؤكداً أن ذلك أولوية بالنسبة لحكومة الرئيس إبراهيم رئيسي.
وكشف عبداللهيان للأسد أن بعض الدول الأوروبية أبدت تجاوباً حسناً مع مطلب طهران إدراج الملف السوري في الملف النووي، لكن الولايات المتحدة وألمانيا عارضتا ذلك بشدة.
تعويم الأسد
وبيّنت المصادر الإيرانية أن عبداللهيان أكد للأسد أنه سيقوم بجولة إقليمية قريباً، لإعادة تأهيل النظام السوري والأسد، وأن تركيا ستكون على رأس هذه الدول.
وذكر الوزير الإيراني للأسد أن وزارة الخارجية الإيرانية - بأوامر خاصة من رئيسي - شكّلت فريقاً خاصاً، بكفاءات عالية، يركز على الملف السوري من جميع جوانبه، خاصة في الشأنين العسكري والاقتصادي، مضيفاً أن الحكومة الإيرانية الجديدة ستزيد دعمها السياسي والاقتصادي والعسكري للنظام السوري.
وتسلم وزير الخارجية الإيراني لائحة طلبات، بينها إمداد النظام السوري بالمحروقات والبتروكيماويات، ووعد بتأمينها خلال فترة وجيزة جداً.
مؤتمر بغداد
وأوضحت المصادر لـ القبس أن عبداللهيان خلال لقائه بالأسد أكد له أنه كان ممثلاً عن دمشق وطهران معاً في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة، وأنه شدد في كلمته خلال المؤتمر على دعم طهران لنظام الأسد، الذي يمثّل موقف حكومة رئيسي والمرشد الأعلى علي خامنئي.
وأوضحت المصادر لـ القبس أنه عندما اشتكى وزير الخارجية السوري فيصل المقداد من عدم تعاون الخارجية الإيرانية في بعض القضايا مع النظام السوري في عهد حكومة روحاني، رد عبداللهيان، مازحاً «ظريف لم يعد موجوداً في الخارجية الإيرانية».
إعادة التموضع
وبيّنت المصادر أن زيارة الوفد الإيراني لدمشق جاءت لإعادة التموضع العسكري والأمني الإيراني في سوريا، بعد انتهاء ولاية الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني.
وأضافت أن عبداللهيان في زيارته الأولى منذ تنصيبه وزيراً للخارجية إلى دمشق رافقه خبراء اقتصاديون وقياديون من فيلق القدس وعدد من مديري شركات النفط والبتروكيماويات.
وأفادت المصادر بأن الجنرال محمد رضا فلاح زاده نائب قائد فيلق القدس، الذي يعد من أبرز الشخصيات الإيرانية الصانعة للقرار العسكري كان ضمن الوفد.
ويعد عبداللهيان من المقربين لقاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس، ومن بين الشخصيات الداعمة بقوة للنظام السوري والأسد.
النظام يقصف درعا البلد.. والمفاوضات تنهار
زادت قوات النظام السوري والميليشيات المتحالفة معه، أمس، وتيرة القصف على أحياء المنطقة القديمة في مدينة درعا جنوبي البلاد، المعروفة باسم «درعا البلد».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القوات أطلقت نحو 20 صاروخ أرض - أرض على الأحياء السكنية في درعا البلد المحاصرة، بعد منتصف ليلة الأحد – الإثنين، مشيراً إلى أن ذلك يتزامن مع محاولات الفرقة الرابعة من قوات النظام - مدعومة بميليشيات إيرانية موالية لها - التقدم.
في المقابل، هاجم مسلحون محليون حواجز ونقاطاً عسكرية تابعة لقوات النظام في مدينة الصنمين وحاجزاً للفرقة الرابعة على أطراف بلدة سحم الجولان.
وأعلنت لجنة درعا البلد المكلفة من الأهالي بالتفاوض مع النظام، انهيار المفاوضات، بسبب التصعيد الأخير.
ووفقاً لمصادر «المرصد»، فإن المفاوضات انهارت بسبب تمسك «الجناح الإيراني» ضمن النظام بالحل العسكري، بينما يحاول الروس التوصل لاتفاق لوقف النار وفك الحصار عن أحياء درعا البلد.
وأوضح «المرصد» أن محافظة درعا شهدت حالات نزوح جماعية للأهالي من مدينة طفس بريف درعا الغربي وبعض المناطق المجاورة لها نحو مناطق حوض اليرموك (عند الحدود السورية – الأردنية).