المصدر: النهار
الخميس 16 أيار 2024 07:16:32
ربما تكون ورقة الهجرة غير النظامية الى اوروبا، وفتح الحدود البحرية كما دعا السيد حسن نصرالله قبل يومين، احدى اوراق الضغط الفاعلة، لكن لماذا تكون فاعليتها من لبنان وليس من سوريا؟ وبدل ان تحط المساعدات الاوروبية للبنان لضبط شواطئه، تذهب تلك المليارات التي اشار اليها نصرالله، الى حليفه النظام السوري؟
لا حديث يعلو في لبنان على أزمة النزوح السوري وكيفية معالجة معضلة وجودية للكيان بعد الاستعصاء في الولوج الى حلول تضمن إعادة النازحين الى بلادهم. بعض النازحين يقصدون لبنان للهجرة غير الشرعية الى أوروبا، فهل من هجرة مماثلة من سوريا الى القارة العجوز؟. اليس من محاولات في هذا الاطار؟ وكيف تتعامل السلطات هناك معها؟ لا اجابات واضحة حتى من الحلفاء والناصحين.
منذ 13 عاماً ولم تعرف سوريا الاستقرار على الرغم من وضع الحرب أوزارها جزئياً، واستعادة دمشق أجزاءً من أراضيها التي كانت تحت سيطرة الجماعات المسلحة.
بيد أن عدم الاستقرار الاقتصادي بات أقسى من الحرب، وزادت من وتيرته العقوبات الغربية على دمشق ومن أبرزها قانون قيصر.
لتلك الأسباب استمرّت موجات النزوح وكان لبنان الوجهة الأكثر جذباً للنازحين بسبب ضعف الإجراءات الأمنية على طول الحدود الممتدة على مسافة تصل الى أكثر من 380 كيلومتراً. فلبنان أظهر عجزاً في مواجهة موجات النزوح لأسباب عدة من أبرزها قلة الإمكانات البشرية واللوجستية لدى الأجهزة الأمنية فضلاً عن تداخل في الحدود ولا سيما في مناطق عكار ووادي خالد والبقاع.
لكن أعداداً من النازحين يفضّلون الهجرة غير الشرعية من الشواطئ اللبنانية في اتجاه أوروبا ويخوضون مغامرات للوصول الى تلك الشواطئ. والسؤال: لماذا لا يبحرون مباشرة من سوريا؟
خلال الحرب اجتاز مئات آلاف السوريين حدود بلادهم في اتجاه لبنان، وكذلك قصد عدد كبير من السوريين تركيا والأردن. لكن لم يسجّل إبحار مراكب هجرة غير شرعية من سوريا في اتجاه أوروبا.
يقول الأمين العام للمجلس الأعلى اللبناني ـ السوري نصري خوري أن "سوريا لا تشجّع مواطنيها على النزوح لا براً ولا بحراً، وأنها ترحب بالعائدين من أبنائها ولكن هناك دول تعمل على إبقاء النازحين خارج سوريا وأيضاً لا تريد مساعدتهم في حال عودتهم الى ديارهم".
ويلفت الى أن سوريا لن تفتح البحر أمام مواطنيها لمغادرة بلدهم وهذا أمر بديهي، وخلاف ذلك يعني أنها تطلب من مواطنيها المغادرة.
ويعيد خوري التأكيد لـ"النهار" أن "أصل الأزمة هو العقوبات والحصار المفروض على سوريا، وعندما يرفع الحصار تتغيّر الأمور بشكل دراماتيكي، هذا فضلاً عن أن دولاً أوروبية وغربية لا تكتفي بفرض العقوبات وإنما تمنع النازحين من العودة وتشجّعهم وتساعدهم على البقاء في أماكن وجودهم الحالية".