المصدر: النهار
الثلاثاء 3 تشرين الثاني 2020 19:17:20
حمل "لمبة" ووقف لتركيبها، وإذ بالموت يغدره بصعقة كهربائية أنهت حياته... رحل ابن الخمسة عشر ربيعاً في لحظة، بعدما توقف قلبه لعدم احتماله قوة "الصدمة"... هو وليد صالح حسون الذي فجع كل معارفه بمغادرته الأرض سريعاً. صعقة قاتلة يوم امس أحلت الفاجعة على عائلة حسون التي تسكن في مخيم البداوي. وبحسب ما شرحه والد الضحية لـ"النهار": "أراد وليد تركيب لمبة عند مدخل المنزل، حملها ووقف على حفته، حيث كانت الأرض مبللة بالماء، وإذ بصعقة كهربائية تصيبه، كنت متواجداً داخل البيت، سارعت، وإذ بي أرى فلذة كبدي في وضع صعب، نقلته الى مستشفى النيني علّ قلبه يعاود العمل من جديد، لكن للأسف كانت الروح قد فارقت جسده، ليطلعنا الطبيب على الخبر الأليم، من ربيته بدموع العين وكنت أنتظر أن أفرح بتخرجه من المدرسة ثم الجامعة رحل الى الأبد".
رحيل المتفوق
قبل الحادث المأسوي طلب وليد من والده أن يعطيه مصروفه ليومين، فأعطاه صالح مصروف يوم واحد، قائلاً له "غداً تأخذ البقية" لكن "قبل أن أعطيه مصروفه دفنته اليوم". وأضاف: "لا أحد يمكنه أن يشعر بالألم الذي يعصر قلبي، فكبير أبنائي غادرني من دون وداع، كنت أفتخر بمدى اجتهاده، فقد كان متفوقاً في دراسته، والأول على مدرسته، لا بل فاز بمسابقة "برنامج المتفوقون" في أول مشاركة له، وهو برنامج يقوم على اختيار ثلاثة متفوقين من كل مدرسة من مدارس الأونروا حيث يتبارون مع بعضهم البعض لمعرفة المتفوق بينهم".
حزن كبير
كان يطمح وليد أن يصبح طبيباً، لكن لم يمنحه الزمن مزيداً من العمر ليحقق حلمه، رحل تاركاً والديه وشقيقيه وشقيقته في حال من الحزن والأسى على من كان بالنسبة لهم فرحة المنزل وبهجته. ولفت والده إلى أنه "كان إنساناً خلوقاً إلى أبعد الحدود، صب اهتمامه على الدراسة، كل من عرفه أحبه لطيب معشره. ماذا عساي أن أقول عمن فرحت بمجيئه قبل 15 سنة، وضعت أملي بأن يكون سندي في الحياة حين تخونني قواي، فخسرته في لحظة لتطير معها الأماني والأحلام".
اليوم ووري وليد في الثرى، التحف التراب، ليرقد للمرة الأولى بعيداً عن حضن والديه.