السياحة الشتوية في لبنان من أكثر النشاطات تميّزاً، ليس في لبنان فقط، بل في المنطقة، لأن هذا البلد هو البلد الوحيد الذي تتساقط فيه الثلوج في العالم العربي، وتشبه جباله شتاءً جبال السيشال الشهيرة برياضة التزلّج. وانطلق موسم التزلّج بزخم، بالرغم من معاكسة الظروف الجوّية التي أخّرت انطلاقته.

كم تبلغ أسعار المنامة في أهمّ المناطق السياحية الشتوية في لبنان؟ وما النشاطات الخارجية التي يمكن ممارستها في هذه الفترة؟

"الطلب جيّد على استئجار الغرف، لكنّه ليس كالمعتاد، بسبب تأخّر تساقط الثلوج واقتصارها على المرتفعات فقط، من ناحية، ومن ناحية أخرى بسبب الأحوال الاقتصادية عامة"، هذا ما يقوله صاحب منتجع Faraya Village Club  جان خليل لـ"النهار". وتبدأ أسعار الغرفة لشخصين لديه من 80 دولاراً وصولاً إلى 450 دولاراً.

وفي منطقة كفرذبيان، عاصمة السياحة الشتوية، نشاطات عديدة يمكن القيام بها على الجبال البيضاء. وينظّم جو خليل، صاحب شركة Mountain services and transport، لتوفير هذه الخدمات على نطاق مزار-كفردبيان، جولات وباقات تتضمّن هذه النشاطات. وفيما اعتماد هذه النشاطات على السيّاح، "لم يشكّلوا ثقلاً كبيراً بعد هذا الموسم، لذا، تُعتبر انطلاقته بطيئة"، وفق خليل.

ويمكن التجوال على الجبال باستقلال آليّات متخصّصة للثلوج، والقيام بالسكيدو عبر باقة تتضمّن لباس الثلج والتجوال في أبرز النقاط الخلّابة بين فاريّا وكفرذبيان، مقابل 30 دولاراً. ويمكن استئجار عدة التزلّج كاملة دون ألبسة الثلج بـ7 دولارات. كذلك، يمكن ممارسة الراكيت والسنوشوينغ في الطبيعة دون الحاجة إلى دخول حلبات التزلّج، مقابل 10 دولارات.

وللمجموعات أيضاً نشاطات يوفّرها خليل، مثل igloo construction، وteam building، بحيث ينضم مرشد إلى المجموعة ويرافقها طيلة فتره النشاط لبضع ساعات مع تزويدها بالتعليمات اللازمة، مقابل حوالي 30 دولاراً.

وفي فندق Mzaar Intercontinental، تبدأ أسعار الغرف من 175 دولاراً.

بالانتقال إلى الزعرور، يتحدّث مدير فندق Le Grand Chalet في الـZaarour Club، جاد بعقليني لـ"النهار"، عن أنّ "الاتصالات كثيفة حول الحجوزات وحلبات التزلّج، لكن حركة الحجوزات خفيفة جداً بسبب الطقس الذي لم يحالفنا بعد، بالتالي لم تُفتح حلبات التزلّج في الزعرور بعد، لكن نتوقّع أن تفتح الأسبوع المقبل بعد هبوب عاصفة جديدة تحمل ثلوجاً إضافية". وتبدأ أسعار الغرف لليلة من 220 دولاراً.

وفيما لم تُفتح حلبات التزلّج في الزعرور بعد، يفضّل بعقليني عدم نشر أسعار الدخول إلى الحلبات، لكنّه يؤكّد أنّها أقلّ من 30 دولاراً للشخص. ويمكن استئجار عدة السنوشوينغ مقابل 15 دولاراً.

في اللقلوق، تؤكّد مديرة شاليهات Le Massif de Laqlouq، أنّ الطلب خجول ولا سيما مع غياب المغتربين وشريحة الأعمار الشابة التي هاجرت، فهي محرّك الشاليهات والـbungalows. ومقابل النفقات الباهظة، لا يمكن خفض أسعار استئجار الليلة، بحسب المديرة. واستئجار الـbungalow لأربعة أشخاص لليلة هو 150 دولاراً، ولستة أشخاص 225 دولاراً.

وصولاً إلى الأرز، ومع تساقط الثلوج وفتح حلبات التزلّج، بدأت حركة الحجوزات، ووصلت إلى حوالي 50 في المئة في فندق Cedrus، يؤكّد مديره العام فارس أبو جمرة، ويضيف أنّه عادة تتكثف الحركة في الويك-إند. وتبدأ أسعار الغرف من 180 دولاراً وصولاً إلى 350 دولاراً.

وتتولّى منظمة Cedarzing جميع نشاطات السياحة الريفية على مدار الفصول الأربعة، وتحديداً في فصل الشتاء، ومع موسم الثلوج، تؤمن المنظمة نشاطات من رياضات شتوية وجولات تقتصر على تجربة سياحية متكاملة.

ويقول مؤسِّس المنظمة ميشال مسعود لـ"النهار" إنّه إلى جانب الـski alpine، هناك الـcross-country skiing، التي تلقى إقبالاً كثيفاً من أعمار الشباب حتى عمر الـ25 عاماً.

أيضاً، يُعدّ المشي في وادي قاديشا في فصل الشتاء واحداً من النشاطات الشتوية الرائعة التي ينظمها مسعود. إلى جانب ذلك، يعيش الزائر تجربة المشي في الجبال ويتزوّد بالمعلومات الثقافية والتاريخية عن المنطقة التي يسير فيها إضافة إلى التعرّف إلى ثقافة الأطعمة التقليدية التي تشتهر بها هذه المنطقة، وجميع ما تكوّنه الهويّة اللبنانية الجبلية. فالتجربة لدى البيت اللبناني السرياني مثلاً، هي تجربة الطلب عليها هائل، وفق مسعود.

حجز هذا النوع من النشاطات وصل إلى 60 في المئة حتى الآن، بحسب مسعود، والشهر المقبل شهر واعد بالنسبة إلينا.

أمّا عن نشاط السكيدو، فيبدأ السعر من 80 دولاراً وصولاً إلى 120 دولاراً لمدة بين نصف ساعة إلى ساعة. أمّا تجربة السنوشوينغ فتكلفتها ما بين 60 و90 دولاراً، لمستوى مشي سهل ومتوسّط. وتجربة المشي في وادي قاديشا تبدأ من 60 دولاراً وصولاً إلى 150 دولاراً.