لنشارك في "الاربعين"... علّنا نبلغ الحلم

كتب المحرر السياسي
لم يترك بشير الساحة يوماً،  وعلى الرغم من نجاح القتلة من تصفيته جسديا، لكنه بقي حاضراً في نهج رفاقه وحزبه ومؤيديه، لا بل ولد من جديد في الاف الشبان والشابات من الجيل  الذي لم يعرفه انما اختاره نهجاً وفكرا وعقيدة يسير عليهم.
لم يحدث في التاريخ اللبناني ان انتج شخصية تتجدد وتكبر  بعد 40 سنة على رحيلها، لم يحدث ابدا ان تتواجد هذه الشخصية رغم الرحيل الطويل في السياسة وفي تفاصيل الدولة، وان يبقى حلماً وهدفاً يسعى الجميع الى بلوغه.


واليوم، في ذكرى اغتياله يتفوق بشير بحضوره على جميع السياسيين اللبنانيين واللاعبين الداخليين، يحضر بشير فوراً عندما نتحدث عن رئاسة الجمهورية، يفرض شروطاً صعبة، تعقد الامور، مواصفات وصفات يصعب الوصول اليها، ثبات، مبادئ، سيادة، شفافية، محاربة فساد، ايمان، رجولة وقوة. 
من المفترض ان تكون هذه المواصفات طبيعية، لكل من يتولى الرئاسة تبعا لحساسية الموقع واهميته، انما ما جرى في العهود الماضية، جعل من هذه المواصفات حلماً صعب المنال، يدفعنا يوميا الى استدعاء البشير لانقاذنا.
وفي الذكرى الاربعين، وعلى اعتاب انتخابات رئاسية جديدة، لن نفقد الأمل، ولن نخفّض المواصفات، وسنسعى لبلوغها برئيس يشبه البشير، رئيس يقدم الدولة على الميليشيا، رئيس يحل الميليشيا لبناء الدولة، رئيس يحارب المافيا ويلاحقها مهما اشتد عودها وينهيها، رئيس لا يفرط بالسيادة ينادي بالـ 10452 كلم حرة سيدة مستقلة محررة، رئيس لا يرتهن، ولا يساوم، رئيس مستعد للاستشهاد من اجل شعبه، رئيس يبني دولة يقدم الاكفاء لا الأزلام، يتحرر من المحاور يجمع ولا يفرّق.
كثر نحن، لسنا اقليه، سيجتمع جزءا منّا في اليوم، في الاشرفية، الاشرفية المقاومة، الصلبة، وما تحمله من رمزية. اليوم سيكون لرفاق البشير كلمتهم، سيسمعون أصواتهم الهادرة كلّ من يهمهم الأمر،  سيؤكدون ان زمن  التبعية والانبطاح قد ولّى، ولم يعد للمساومة والتسويات من مكان، سيلاقون من يلاقيهم ولكن ليس على منتصف الطريق انما على القمة، ولن يرضون الاّ بالقمة، وسيكونون عند كلمتهم كما كانوا في السابق ولو وقف الجميع بوجههم كما فعلوا في السابق، وكما اثبتت الايام صحة خياراتهم، سيدعون اليوم الى عدم تكرار الاخطاء وتلقف الفرصة وجعل الحلم حقيقة.
ومن اجل كل هذا كلناّ مدعوون اليوم، لنكون في الاشرفيه، نجدد الوعد، ونجمع الدروب التي رسمتها تلك "الدعسات" في درب الحقيقة والشفافية علّنا نبلغ الحلم.