لن نسكت...إعملوا أو إرحلوا!

في اسبوع "القمع الاعلامي" واسبوع تهديد الصحافيين ورواد التواصل الاجتماعي، بعقوبات لكل من ينتقد العهد او الازمة الاقتصادية السيئة، أطل وزير البيئة فادي جريصاتي على اللبنانيين في مؤتمر صحافي مطالبا كلّ من لا يفرز نفاياته بعدم اسماعه صوته، ليعود ويبرر كلامه بأن قانون الفرز من المصدر يحمل الرقم 80 وتكرّس بمرسوم 5605/2019 مثل قانون السير"، بحجة اقبح من ذنب. ولرفع شعبويته المتهاوية ولدمج قراره بقمع الحريات، اعتبر أن "من يستغل موضوع الفرز من المصدر لمهاجمة رئيس الجمهورية ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل أخطأ بالعنوان".

كلام الشعب اللبناني وُجِّه الى وزير البيئة لا وزير الخارجية ولا الى رئيس الجمهورية، ان كنت على صواب أم على خطأ، من حق كل مواطن ان يعارضك ويسائلك ويعترض على قراراتك... انها حرية الرأي والمعتقد، لكن يبدو ان منظومة حليفة معينة قد بدأت أفكارها الشمولية تتغلغل في اذهانكم.

"للمناسبة، نذكّركم يا معالي الوزير بأنّ "الرغوة" لم تفارق شاطىء جونية خلال فصل الصيف، الى ماذا أدّت تحقيقاتكم؟ من تسبّب بها؟ ومن اين مصدرها؟ وما الغرامة المالية التي دفعها المسبّب؟ ومن هو؟ من حق الشعب اللبناني ان يعلم! يا معالي الوزير...ان معمل الكهرباء في الذوق متشوّق لزيارتكم والتصريح من داخله أنكم عقدتم العزم على تركيب فيلتر يحمي ابناء ساحل كسروان من اصابات السرطان وهي الاعلى في لبنان، حتى مرضى السرطان متشوّقون لسماع خبر منكم يفرّحهم أقلّه بأنّ أوجاعهم لن يصاب بها أنسباؤهم وجيرانهم بفضل جهودكم! ونلفت انتباهك يا معالي الوزير الى انه في الدول الحضارية تضع الدولة خطة بيئية واضحة للتخلّص من النفايات والوزراء لا يطلبون من الناس اسماعهم سكوتهم، بل بالعكس الوزراء يصمتون وينفذون مطالب الشعب. على سبيل المثال، فان السلطة تؤمن مصانع للتخلّص من المواد العضوية، فتخمرها وتوزّعها مجانا على المزارعين، يتمّ جمع الورق والكرتون والبلاستيك والزجاج لاعادة استعمالها في الصناعة او تدخل في مواد البناء .... الخ. بإختصار وبالعودة الى الشواطئ، معاليك، في الدول الحضارية هي مخصّصة للاستجمام والسياحة وليست مخصّصة لطمر النفايات، والسلطة ايضا في الدول الحضارية واجبها البديهي تنفيذ فروضها الانمائية فيتبعها الشعب. اما انتم وامام عجزكم وعدم ادراككم ودرايتكم فتطلبون من الشعب الخنوع والسكوت والفرز قبل اعطائه الاذن بالكلام. في مؤتمرك الصحافي الأخير، قلت انكم أعددتم معامل للفرز، هل يمكنك إخبار الشعب اللبناني عن أماكن تواجدها؟ وهل هي تراعي المعايير الدولية؟ وما قدرة استيعابها؟ فيا معلي الوزير احترم عقولنا، والافضل ان كنت تشعر بعجزك قدّم استقالتك، ونحن لك من الشاكرين!