لهذا السبب...لبنان مقصي عن القمة الخليجية بحضور بايدن

في بيان الديوان الملكي السعودي الذي نقلته امس وكالة الأنباء السعودية "واس" في شأن زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن الرياض بدعوة من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يومي 15 و16 تموز المقبل، بعد محطة له في اسرائيل، اشارة لافتة الى حضور الرئيس الأميركي قمة مشتركة دعا إليها العاهل السعودي لقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وملك المملكة الأردنية الهاشمية ورئيس جمهورية مصر العربية ورئيس مجلس وزراء جمهورية العراق، في اليوم الثاني من الزيارة.

 

ليس في مشاركة بايدن في القمة ما يدعو للعجب ما دامت العلاقات بين الدولتين تعود الى سابق عهدها، وقد سويت الامور بين ادارة بايدن وولي العهد الامير محمد بن سلمان وطوي ملف جمال الخاشقجي الذي تسبب بتوتر العلاقات، اضافة الى ان السعودية ابدت استعدادها لزيادة انتاجها بضخ النفط تلبية لطلب واشنطن لخفض السعر وتعويض النقص في غياب الغاز والنفط الروسي بسبب الحرب في اوكرانيا، الا ان الجدير التوقف عنده يكمن في نوعية المشاركة والحضور العربيين في القمة الخليجية، اذ تمت دعوة الاردن ومصر والعراق فيما استثني لبنان ووضع في مصاف الدول المقصية عن القمم والاجتماعات العربية على غرار سوريا.

 

الواقع المؤلم هذا، تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية" سببه واضح ومعلوم، اذ بات لبنان محسوبا على المحور الايراني الذي يبدو ان واشنطن عقدت العزم على مواجهته مع الدول العربية المشاركة في القمة، نتيجة سلطته السياسية الجانحة نحو طهران واستمرار احكام حزب الله قبضته عليها من خلال تحالفه مع العهد المتمثل بالتيار الوطني الحر، أقله حتى موعد الانتخابات الرئاسية في تشرين الاول المقبل مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في 31 منه اي بعد 138 يوما بالتمام. حتى ذلك الموعد سيبقى لبنان مقصيا عن عروبته ،محسوبا على طهران والفلك الفارسي.

 

والمحزن، تضيف المصادر، ان العراق الذي يشبه واقعه الى حد كبير لبنان نسبة للسطوة الايرانية عليه ومحاولة احكام القبضة على سلطته السياسية وقد تمكنت بالفعل من الامساك به، ولو جزئيا، وعطلت مسار اكتمال مؤسساته الدستورية، بات يتقدم على لبنان في تصنيفه عربيا، كونه يقول لا لايران ويقاوم محاولاتها للسيطرة على الدولة من خلال شعار "العراق اولا" الذي يرفعه العراقيون بمن فيهم فئة واسعة من الشيعة بقيادة مقتدى الصدر، خلافا للبنان الذي لم يتمكن من انتخاب نائب شيعي واحد من خارج فلك الانتماء الى الثنائي الشيعي الموالي لايران والذي تمكن من فرض رئيس المجلس النيابي، على رغم فقدانه ورقة الاكثرية النيابية في انتخابات 15 ايار الماضي.

 

اذا كانت العواصم التي تسيطر عليها ايران بحسب ما اعلنت، بدأت بالتفلت من قبضتها تدريجيا، فإن بيروت، بحسب المصادر بحاجة ماسة الى ما يخرجها سريعا، ذلك ان استمرار دورانها في هذا المحور، في ظل الاوضاع الكارثية التي تمر بها والازمات المتناسلة والانهيار المعمم نتيجة الانحراف السياسي نحو ايران، لا بد سيؤدي الى زوال لبنان ، كما حذر منذ نحو عامين، وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان وما يكرره المسؤولون الغربيون وبياناتهم المتكررة دوريا، فهل ثمة من يسمع ويتعظ من اهل المنظومة، ام ان الاتكال على مقولة ان الغرب لن يدع لبنان يسقط منعا لتداعيات الامر على دول الجوار، ستبقى مظللة ممارساتهم "الطائشة" التي يدفع اللبنانيون ثمنها ذلا وقهرا وجوعا وهجرة قسرية؟  تختم المصادر.