لوجاندر في بيروت اليوم...آخر محاولات انتشال لبنان؟

من ضمن سياق حركة الموفدين الدوليين المكوكية الى لبنان لتقديم النصح الذي يرتقي في معظم الاحيان الى مستوى التحذير، تصل الى بيروت اليوم مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط آن كلير لوجاندر، لاجراء محادثات مع كبار المسؤولين والاطلاع عن كثب على كيفية تحرك السلطة السياسية في مجال تسريع عملية تنفيذ القرارات الحكومية واوضاع الاجهزة العسكرية والامنية الى جانب الوضع الميداني جنوباً في ظل استمرار الاعتداءات الاسرائيلية وتزايد وتيرة الاستهدافات في شكل ملحوظ.

ليست فرنسا بعيدة من لبنان وملفاته، ولئن كانت تفسح في  المجال امام واشنطن للتحرك بفاعلية اكبر على الساحة اللبنانية، اذ تقول مصادر دبلوماسية في قصر الاليزيه لـ"المركزية"، ان باريس منخرطة بقوة في مجمل الحركة الدولية في الاتجاه اللبناني، ولو ان موفديها ليسوا دائمي الإطلالات من بيروت. فالتنسيق في اعلى مستوياته مع واشنطن، ولا سيما في لجنة الميكانيزم،اذ تعرب المصادر عن اعتقادها بأن من الضروري تزخيم دورها وتسهيل مهامها والأهم سرعة عملها لمساعدة لبنان في تجاوز المرحلة الدقيقة والخطيرة التي يمر بها، في ظل المتغيرات الاقليمية والتقلبات الجيو استراتيجية التي تعصف بمجمل دول المنطقة.

مهمة لوجاندر لا تتضمن خطوات نوعية ولا تحمل في جعبتها مفاجآت. هي مجرد تثبيت للدور الفرنسي ومسعى لمحاولة توحيد المبادرات المطروحة لإراحة لبنان من هاجس الحرب المخيّم عليه منذ اتفاق وقف اطلاق النار في تشرين الثاني الماضي، اللهم إن قرر لبنان الرسمي ازاحة هذا الخطر، وتسريع مسار حصر السلاح، مع تقدير باريس للظروف المحيطة بالدولة اللبنانية وتعقيدات الوضع فيها وتشابك الملفات الى درجة توجب حل عقدة تلو الاخرى.  

لوجاندر اكدت عشية وصولها الى بيروت،بحسب المصادر، اصرار بلادها على مساعدة لبنان لتجاوز المرحلة بأقل نسبة من الضرر، وشجبها الضربات الاسرائيلية التي تستهدف مناطق لبنانية في الجنوب والبقاع في شكل يومي، معتبرة ان ليس ما يبررها، خصوصا ان لبنان ينفذ ما التزم به في اتفاق وقف النار، ولو تدريجياً.

الزيارة الفرنسية تتزامن مع زيارات اخرى متوقعة لأعضاء من اللجنة الخماسية، اذ فيما تردد ان الموفد السعودي يزيد بن فرحان سيزور بيروت ايضاً، افيد ان الاتصالات تتواصل بين اعضاء الخماسية لتحليل وتشريح المبادرات والمساعي المطروحة لأزمة لبنان ومن بينها المسعى المصري الذي يقوده مدير المخابرات اللواء حسن رشاد وقد عرضه في زيارته الاخيرة لبيروت.

المهل تتآكل والدول تحث الدولة على عدم المماطلة والتباطؤ في انجاز الخطوات المطلوبة منها مقابل مساعدتها على النهوض اقتصاديا وماليا ، وتنظيم مؤتمرات الدعم وعودة الاستثمارات على غرار ما يحصل في سوريا مع فتح ابواب البيت الابيض للرئيس احمد الشرع، فهل تتلقف السلطة السياسية آخر المبادرات قبل ان يفقد العهد زخمه وتتحلل الآمال بلبنان الجديد؟