المصدر: اللواء
الأربعاء 20 أيلول 2023 01:22:23
دوامة الانتظار هي سمة المشهد الممتد من نحو 10 اشهر وثلاثة اسابيع، بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون.. وهذا الانتظار هو الصامد الوحيد في المشهد، على الرغم من متغيرات في الجلسات والحوارات والرهانات، والتحركات الدبلوماسية العربية والدولية..
اجتماع الخماسية: لا جديد
وبدأ اجتماع المجموعة الخماسية عند الثامنة والنصف (بتوقيت نيويورك) (الثالثة والنصف بتوقيت بيروت) في مقر بعثة فرنسا الدائمة لدى الامم المتحدة، ولم يستمر اكثر من نصف ساعة ولم يستمر السفير السعودي في الاجتماع لأكثر من 15 دقيقة، مشدداً على ان بلاده ستوفر ما يلزم من دعم للبنان بعد انتخاب الرئيس الجديد.
ولم يعقد على مستوى وزراء الخارجية، كما كانت تطالب باريس، بل على مستوى السفراء، فمثلت الولايات المتحدة بربارة ليف مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا، ومديرة الشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية والسفير السعودي في نيويورك، وكذلك السفير المصري.
اما قطر فمثَّلها وزير الدولة محمد بن عبد العزيز الخليفي، الذي يتوقع ان يزور بيروت بعد نيويورك.
ونقل ان بربارا ليف طلبت من فرنسا وضع وقت محدد للفراغ الرئاسي، وان مهمة لودريان لا يمكن ان تستمر الى ما لا نهاية.
وفي الوقت الذي ينتظر فيه الرئيس نبيه بري لتحديد خطوته المقبلة، عودة الرئيس ميقاتي من نيويورك لمعرفة حقيقة ما يجري هناك في ما خص الوضع اللبناني.
وأوضحت أوساط مراقبة لـ«اللواء» أن المبادرة المحلية الموجودة اليوم هي دعوة الحوار لرئيس مجلس النواب نبيه بري والتي تنتظر حسم حصولها من عدمها، بعد اعتراض افرقاء عليها، وأفادت أن اجتماعات الخارج كما المواقف التي تصدر أعادت كرة المسؤولية إلى الجهات الداخلية بطريقة واضحة، معلنة أن التخبط يسود الملف الرئاسي في ظل بقاء السقوف السياسية على حالها وغياب التوافق.
ورأت أن موضوع التفاهم بين الاطراف الداخلية يتجه الى خيار ثالث للرئاسة.
والخيار الثالث، وفقاً للشروط التي حددتها المجموعة الخماسية، لجهة الشفافية ونظافة اليد، ومن خارج المنظومة السياسية، ولا يشكل تحدياً لأحد.
وكشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ«اللواء» ان الموفد الفرنسي لودريان سيبقى ممسكاً بالملف الرئاسي باسم المجموعة الخماسية لحين انتخاب رئيس، لان مهمته الجديدة في السعودية لا تقتضي ان يمضي معظم وقته في المملكة.
وقالت ان لا دور لأي طرف آخر في هذه المرحلة، متوقعة عودة لودريان الى بيروت بعد اجتماع نيويورك لمواصلة مهمته المتعلقة بجمع الاطراف في لقاءات تشاورية.
واعربت المصادر عن املها في ان ينتخب رئيس للجمهورية بدءاً من الشهر المقبل، على ان لا يتجاوز نهاية السنة.
وتوقفت الاوساط السيايسة عند كلام قائد الجيش، الذي قاله امام نقابة الصحافة ان رئاسة الجمهورية لا تعنيه، وانه مهتم بالامن فقط، بأنه يصب في اطار الانسجام مع ما يجري بعد ان تمت التفاهمات على استبعاد الاسماء المتداولة للرئاسة، من مختلف الاطراف.
وكان لافتاً امس زيارة سفير قطر في لبنان الشيخ سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، الى العماد عون بعد اعلان موقفه من الرئاسة الاولى.
وشدد السفير القطري على استمرار الدعم القطري للبنان والجيش في ظل الظروف الاستثنائية الراهنة.
يشار الى ان امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حذر من الخطر الذي يهدد مؤسسات الدولة في لبنان، داعياً الى حلول سريعة تنقذ البلاد من الازمة، مشدداً في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة، على ضرورة تشكيل حكومة قادرة على تلبية آمال الشعب اللبناني.
وشدد الامير تميم على «ضرورة ايجاد حل مستدام للفراغ السياسي في لبنان، وايجاد الآليات لعدم تكراره، والنهوض بالبلد من ازماته الاقتصادية والتنموية.
ورأت مصادر سياسية ان تخصيص أمير قطر حيِّزا من كلمته في الأمم المتحدة بالامس فيما يتعلق بأزمة انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان، ودعوته لايجاد حل مستدام للفراغ السياسي، وايجاد الاليات الدستورية لعدم تكراره مستقبلا، يدل على مدى اهتمام قطر بحل مشكلة انتخابات رئاسة الجمهورية ومساعدة لبنان لتجاوز محنته من جهة، والاهم اصرارها على القيام بالدور الاساس لحل الازمة، بدلا من الجانب الفرنسي، الذي فشل في حل الازمة القائمة حتى اليوم، بالرغم من الوقت المتاح له وتأييد دول اللقاء الخماسي لمهمته.
ولاحظت المصادر ان موقف امير قطر بخصوص لبنان، وتحذيره من خطورة ازمة الفراغ الرئاسي، على مؤسسات الدولة اللبنانية، تزامن مع الزيارة التي قام بها سفير قطر في لبنان إلى قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه بوزارة الدفاع من جهة، والاخبار التي تم تداولها في اروقة الأمم المتحدة، عن خلافات عصفت بين الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، خلال اجتماع ممثلي دول اللقاء الخماسي في نيويورك، على هامش اجتماعات الأمم المتحدة، بخصوص كيفية حل الأزمة المتفاقمة في لبنان، ما أدى الى تأجيل صدور بيان كان مرتقبا عن المجتمعين من جهة ثانية.
بالمقابل، وبانتظار موقف جديد سيعلنه الاحد المقبل من عكار التي يزورها برفقة الرئيس السابق عون، صعَّد النائب جبران باسيل من موقفه، فاعتبر حسب بعض الاوساط، ان الحوار الذي يخوضه مع حزب الله، يجري تحت عنوان التفاهم على مرشح ثالث، في مقابل البت بقوانين اللامركزية الادارية والصندوق الائتماني مع العهد المقبل، وليس مع المرشح سليمان فرنجية.
وافادت المعلومات مساء امس، انه لم يصدر عن الاجتماع أي بيان نظرا الى تضارب الاراء. إذ أصر مندوب الولايات المتحدة الأميركية على اصدار بيان «شديد اللهجة»، رأى الاعضاء الآخرون أن بيان الدوحة الذي صدر عن اجتماع اللجنة كافٍ.
وذكرت مصادر نيابية متابعة للحراك الحاصل لـ «اللواء»: ان الجميع ينتظر ما سيصدر عن اللجنة الخماسية، التي تلقت تقرير لو دريان عن نتائج لقاءاته في بيروت، وأن لودريان قد يشارك في اجتماع الخماسية في نيويورك، وهو ابلغ من التقاهم في زيارته الاخيرة انه سيعود الى بيروت اواخر هذا الشهر او مطلع الشهر المقبل.
وابدت المصادر «اسفها لوقف المبادرات الداخلية ووضع كل اوراقنا في يد الخارج، مع ان تحرك الداخل اسرع وأكثر فعالية من الخارج المنشغل بكثير من المشاكل الاقليمية والدولية وحركته بطيئة. مشيرة إلى ان المبادرات الداخلية التي حصلت اثمرت خرقا في جدار الازمة تمثل في جلسة مجلس النواب الانتخابية يوم 14حزيران مع انها لم تتوصل الى نتيجة بسبب رفض المبادرات التي طُرحت، وكأن هناك من لا يريد انتخاب الرئيس بالتوافق بين معظم القوى السياسية».