ليلة عانقت فيها زحلة عين الخروبة

لم تكن الليلة التي أحياها النجم ناجي الاسطا في بلدة عين الخروبة المتنية جارة بكفيا ليلة عادية او مهرجانا كغيره لا بل حملت هذه الامسية الكثير من الامور التي لا بد من التوقف عندها خصوصا انها أظهرت وجها اخر لناجي الاسطا النجم الاول في لبنان اليوم. 
ففي بداية الحفل عبر ناجي عن حبه الكبير لهذه البلدة ولبلدة بكفيا التي يسلك طريقها صعودا باتجاه زحلة "عرين الاسودة" كما يحلو له ان يسميها لكنه لم ينس  ان يذكر أن هذا الطريق بالذات كان هو نفسه الدرب الذي سلكه  الابطال ابان حرب زحلة والحصار. 
وفي حديث لموقعنا شدد الاسطا على الحب الكبير لبكفيا وما تكتنزه من أبعاد وطنية.وقليلون ربما يدركون المخزون الثقافي والتاريخي والسياسي الكبير الذي يتمتع به ناجي الاسطا وهو الملم بالكثير من المواضيع البعيدة بشكل كبير عن الفن.
الحفل انطلق في تحية للراحل الكبير نصري شمس الدين من خلال أغنية راقصتك بالعيد من مسرحية الشخص للاخوين رحباني ومن ثم كرت السبحة التي تنوعت بين التراثي والاغنيات الخاصة بناجي الاسطا التي حفظها الجمهور عن ظهر قلب. وفي المناسبة وجه الاسطا التحية لجيشنا اللبناني متمنيا ان يكون هو الوحيد الحامي للبنان وشعبه.
ولكن الحفل لا يكتمل من دون التحية لابناء المقاومة في عرينها فكانت هزت منازلنا التي ترافقت مع قرع اجراس كنيسة البلدة واستكملت هذه المشهدية الدينية التاريخية بترتيلة شمع وبخور مع كل الخشوع الذي يكتنفها.
كماصودف تواجد الفنان ايان داريدو في المهرجان فدعاه النجم ناجي الاسطا واديا معا نشيد زحلة الأبدي زحلة يا دار السلام فكان تصفيق حار من قلب المتن الى قلب عروسة بقاعنا الغالي.
 وفي المحصلة وبناء على ما تقدم لا بد من الاعتراف بأن ناجي الاسطا لا يشبه سواه وما يميزه هو انه عن حق نجم شامل بالفعل والاداء وبالمخزون الفكري وهو الذي جعلنا نرقص على الكلمة واللحن وفي الوقت عينه نغني ماضينا وتراثنا وتجذرنا بأرضنا. واذا كان من كلمة تصف ناجي الاسطا بعد هذا الحفل فهي وباللبناني "ناجي الاسطا ابن أصل."
بيار البايع