المصدر: وكالة الأنباء المركزية
The official website of the Kataeb Party leader
الخميس 23 أيلول 2021 12:43:59
يبدو المجتمع الدولي بعواصمه الكبرى ومؤسساته الاممية والاقتصادية والانمائية، عاقدا العزم على الاحاطة بالحكومة الوليدة، وعلى مدّ يد العون لها، لكن بشرط: تطبيق الاصلاحات. فبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، استقبالُ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون رئيسَ الحكومة نجيب ميقاتي الجمعة المقبل على مائدة غداء في الاليزيه، يصبّ في هذه الخانة. فسيّد القصر سيبلغ ضيفه ان الحكومة اذا سارعت الى اتخاذ القرارات الصائبة، اقتصاديا وماليا واصلاحيا، واذا انخرطت سريعا في مفاوضات مع صندوق النقد الدولي، فإن الخارج سيدعمها ويرسل اليها الاموال والاستثمارات.
في الموازاة، التقى رئيس الجمهورية ميشال عون امس المنسقة الخاصة للأمم المتحدة يوانّا فرونِتسكا التي نقلت التهاني بتشكيل الحكومة الجديدة ونيلها الثقة، وقد ابلغته ايضا استعدادَ منظمات الأمم المتحدة للتعاون معها لتحقيق البرامج الإصلاحية الواردة في البيان الوزاري. والى الموقف الاممي الايجابي هذا، الكويت والاردن ومصر حاضرة للمساعدة خاصة غازيا وكهربائيا، كما ان الحكومة تحظى برعاية دولية وارفة واسعة. فقد رحبت مجموعة الدعم الدولية من اجل لبنان في بيان، بتشكيل الحكومة الجديدة وبمنح البرلمان اللبناني الثقة للحكومة وبرنامجها. وتماشياً مع البنود الرئيسية للبيان الوزاري المعتمد، حثت مجموعة الدعم الدولية امس، القادة اللبنانيين على التحرك بسرعة لتخفيف عبء المشقة الاقتصادية والاجتماعية عن الشعب اللبناني واستعادة الخدمات الأساسية والتحضير لانتخابات نزيهة وشفافة في موعدها في العام 2022 والشروع في الإصلاحات اللازمة لاستعادة الثقة ولتحقيق العدالة والاستقرار والازدهار للشعب اللبناني ولتمهيد الطريق لتعزيز الدعم الدولي. وفي إشارة إلى بيانها الصادر في 3 آب 2021، كررت مجموعة الدعم الدولية التأكيد على أهمية استكمال التحقيق في انفجارات مرفأ بيروت على وجه السرعة. وأكدت مجموعة الدعم الدولية على وقوفها الى جانب لبنان وشعبه.
وفي السياق، تكشف المصادر انه بعد نيل حكومة ميقاتي الثقة، وشروعها في ورشة وقف الانهيار ومعالجة الامور الحياتية والمعيشية للمواطنين، في شكل جديّ وتقني، من المتوقّع ان يعقد اعضاء مجموعة الدعم قريبا اجتماعا، تحضيرا لمؤتمر دولي يكون مكمّلا لمؤتمر سيدر. ويدور النقاش حاليا حول ما اذا كان سيعقد في لبنان او في باريس، راعية التسوية السياسية التي اتاحت التأليف بعد طول مخاض وعناء. والمؤتمر العتيد سيكون مخصصا للبحث في تنفيذ المشاريع المدرجة ضمن "السلة" التي قدمت في مؤتمر سيدر، وقد تم رصد ما يقارب 12 مليارا لتنفيذها.
لكن بحسب المصادر، كلّ هذه النوايا الايجابية التي يُراد منها تشجيع الحكومة على الاسراع في اتخاذ القرارات الصائبة، لن تتحوّل الى "حقيقة" ولن تُترجم "عمليا" على ارض الواقع، اذا لم تف السلطات السياسية بوعودها بالاصلاح والانقاذ ومحاربة الفساد. فالخارج لن يجيّر اي دعم الى لبنان – الدولة الا متى لمس لمس اليد انه يُحسن البلاء في الكهرباء والماء والدعم والتهريب والقضاء... فزمن المساعدات المجانية، ولّى الى غير رجعة. عون أسمع ضيفته الاممية امس وسيسمع الامم المتحدة على الارجح في خطابه امامها غدا، الكثير من الكلام الجميل... لكن العبرة في التنفيذ، فالخارج شبع الكلام هذا وحفظه عن ظهر قلب، وينتظر افعالا... فهل تصدق الحكومة وتنقذ شعبها هذه المرة؟!