ماذا قال سلام عن التسريبات حول تموضعه داخل الاصطفافات السياسية؟

يقول نواف سلام لـ"المدن" إنه لم يكن يريد الرد على كل ما يتم تسريبه بشأنه، إلا أن الأمور لا بد من أن توضع في سياقها. وهنا يؤكد سلام أنه خارج كل هذه الاصطفافات، ولبنان لا يحتاج إلى إعادة العمل بموجب تسويات ثبت فشلها بالنتائج والوقائع. ويشدد على أن ما يحتاجه لبنان هو وضع خطة متكاملة بتضافر القوى السياسية المختلفة، للعمل وفق منطق البرنامج وليس الحسابات السياسية الضيقة أو العلاقات القائمة على المصالح.
كذلك يشير إلى أن الهم الأساسي الآن بالنسبة إليه هو في بذل كل الجهود لإعادة تفعيل حركة نواب التغيير والنواب المستقلين والتفاهم فيما بينهم. هنا تقول مصادر متابعة إن سلام سعى في الفترة الماضية إلى ترتيب العلاقات بين نواب التغيير وإعادة الجمع فيما بينهم. وهو ما يؤكده الرجل معتبراً أن التباينات أمر مشروع ومفهوم وقائم، خصوصاً أن نواب التغيير جاؤوا من خلفيات متعددة وتوجهات سياسية مختلفة، وبالتالي لا بأس في الاختلاف، فيما الأساس يبقى في الإجتماع على برنامج سياسي وخطة إصلاحية موحدة، يتم من خلالها تجاوز كل الخلافات المرتبطة بالحسابات الأخرى.

رى سلام أن ما جرى في لبنان منذ 17 تشرين الأول 2019 إلى اليوم، وعلى وقع الانهيار، يثبت بما لا يترك مجالاً للشك أنه لا بد من مقاربات جديدة تتعلق بالإصلاح السياسي والاقتصادي، والأهم الإصلاح القضائي. وهذا ما شدد عليه في محاضرته في نقابة المحامين، لأن القضاء هو الفيصل الأساس في انتظام العمل العام، وهو الذي يحمي الجميع ويحفظ الدولة ومؤسساتها. مؤكداً أن الثورة انفجرت بنتيجة عوامل وتراكمات كثيرة أدت إلى الانهيار الكلي في مختلف القطاعات، وبالتالي، لا بد من إيجاد نظرة مغايرة للتعاطي معها من خارج سياق النظرة المؤامراتية، أو اتهام الناس التي انتفضت من الوجع وحلمت بأمل التغيير بأنهم عملاء السفارات.
ويشير إلى أن هذا الكلام الذي يحمل اتهامات واضحة ربما يرتكز على نظرة البعض إلى موازين القوى، وهو إمعان في السعي لضرب هذه الحركة المنتفضة وما أرسته. وهذا يتزامن مع العمل المستمر على استضعاف نواب التغيير وتغييبهم عن المعادلة. 
 
لا ينفصل هذا المسار بالنسبة إلى سلام عن التسريبات التي تتناوله، سواء بتقديم معادلة فرنجية مقابل سلام أو لقائه بباسيل. فالهدف منها واحد، وإن تعددت الجهات المسربة وتضاربت حساباتها، لأن التسريبات تهدف إلى خلق شرخ بين سلام وبيئته أولاً، وثانياً للقول للمجتمع الدولي بأن أي معادلة لإنتاج تسوية جديدة لا بد لها أن تمر وفق القواعد القديمة، حتى وإن كان المراد هو إيصال شخصيات جديدة. ويعتبر سلام أن الأساس يبقى في آلية العمل والبرنامج وليس في الأشخاص. ثالثاً والأهم، تهدف التسريبات إلى زرع الشرخ بين سلام من جهة ونواب التغيير من جهة أخرى، لتصويره بأنه يذهب إلى عقد التسويات السياسية بخلاف ما يريدونه هم. وهذا أمر تنفيه الوقائع والتجربة منذ الانتخابات النيابية التي لم يشارك بها لهذه الأسباب. إذ كان يراد تصويره بأنه محسوب على طرف ضد أطراف أخرى.