ماذا لو حكمت كركلا

نطوف العالم والدول بحثا عن رئيس في لبنان يعيد بعضا من الامل في بلد غارق في قعر المأساة ولا من بصيص أمل يلوح في الافق.

تغيب المشاريع الرئاسية عند المسترئيسين في لبنان الذين يتكلون على الشرق والغرب للوصول الى سدة الرئاسة فيما لبنان لا يحتاج الا الى مشروع واحد جسدته فرقة كركلا بالامس على مسرحها في سن الفيل بحضور حشد ديبلوماسي كبير حيث قدمت العرض الأول لفينيقيا .

ان ما يحتاجه لبنان في أيامنا هذه هو الصلح والوفاق بين ابناء الوطن الواحد وما نحتاجه اليوم هو رئيس يشبه الى حد كبير وقفة الكبير جوزف عازار بالامس الذي وحد ابناء البلدة الواحدة وأعاد الحب والفرح بين ابناء التل العالي والجرد وهذا بكل بساطة ما يجب ان ينطلق من خلاله لبناننا الجديد الذي رسم ملامحه المستقبلية عبد الحليم كركلا الرؤيوي منذ عقود لا بل منذ الوقفات الاولى على أدراج بعلبك يوم تمعن في الماضي البعيد  جيدا واستشرف المستقبل وافاقه.

عندما تكون هوية شعب ووطن بخطر كبير يكون الفن لا بل الفنون هي الملاذ الاخير للحفاظ على ارث الاجداد واليوم هذه هي حالنا. 

فالخوف اليوم لم يعد على الوجود انما على الهوية اللبنانية التي تحمل الكثير الكثير من الحرية فلبنان لطالما كان الملاذ الامن لكل طالب حرية في الشرق والعالم.وبالتالي ما قدمته فرقة كركلا بالامس يكاد يلامس الجزء المفقود من حريتنا وهويتنا المصادرة  والمهددة بالزوال.

ماذا لو حكم منطق وجمال وابداع فرقة كركرلا واعادوا الينا لبناننا الحقيقي الذي لا يشبه الا أعمالهم وابداعهم والوانهم والاهم لبناننا لا يشبه الى فرحهم الذي يزرعوه بيننا وتلك الطاقة الايجابية التي نحن اليوم بامس الحاجة اليها.

ربما كلمات الشكر التي تكتب في هذا المقال وفي كل المقالات الاتية لن تكون كافية لاعطاء هذه الفرقة بعضا من حقها لأن ما بثته في قلوب الحاضرين كان بمثابة الشعاع الذي انطلق معلنا القيامة القريبة للبنان والانبعاث الجديد لطائر الفينيق.

وبالعودة الى حيثيات العمل فكان لافتا ومتقنا لناحية الانتقال التاريخي من الحقبة الفينيقية وصولا الى تبلور فكرة الفلكلور اللبناني في قرانا وبلداتنا اللبنانية . كما أن الحضور المميز للسيدة هدى حداد وصوتها الساحر سافر بنا الى البعيد الى مطرح ما القلب مشبك بحجارة بعلبك وهي  ساهمت وبقوة في ايصال النوستالجيا الى قلوبنا وهي التي تسكن ذاكرتنا الجماعية مع الكبير جوزيف عازار .

الفلكلور المقدم في العمل هو بدوره منوع بين البدوي والمخمس مردود الذي الهب القاعة تصفيقا اضافة الى دبكة الرائع عمر كركلا .

باختصار "فينيقيا"تضاف الى سلسلة النجاحات لابداعات كركلا ولرؤية عبد الحليم كركلا ولمسات ايفان واليسار كركلا وما ينقص هذا العمل  هو شيئ واحد  الابحار الى فوق الى المكان الاجمل في دنيانا الى مهد الحضارة الى ظلال تلك الحورات الى تلك الشمس الذهبية نهارا الى نسمات الصيف العليلة مساء  الى المكان الذي لا يغادره القمر... الى بعلبك الحب لا بد من العودة.