قد تعجز الكلمات عن وصف سحر الصوت الذي أسرنا لساعتين في كازينو لبنان ليل السبت . في لحظات قليلة استطاعت الفنانة الكبيرة ماري سليمان أن تحملنا من العام ٢٠٢٥ وكل تطوره المقيت والبشع الى زمن مضى الى حنين نتوق اليه في كل لحظة الى زمن الأغنية الحقيقية والصوت الكبير الذي تعتق ليصبح ألذ واصفى وأنقى واروع.

حملتنا ماري سليمان بصوتها الماسي ووجهها الملائكي الى هناك، الى حيث يرتاح الكبار والى حيث ينام الطرب والايقاع والحب والنوستالجيا.

ساعتان عبرتا في لحظة وكم تمنينا ان نوقف الوقت الراكض. كم كنا نتمنى ان نبقى هناك في ذلك الزمن الذي كان فيه الحب أصدق والمشاعر أصفى والصوت ينساب كحبات الندى على أرزة من أجمل أرزاتنا.

كم كنا نتمنى في الوداع قبل ان تغيب ماري سليمان كشمس تموز خلف ستائر مسرح كازينو لبنان أن تعدنا بأن لا تكون هذه الاطلالة يتيمة لا بل أن تكون انطلاقة جديدة لتنبعث الاغنية من جديد ولكي يتعلم نجوم اليوم كيف نغني وأين نغني ولمن نغني. فليتعلم هؤلاء من هذه السيدة العظيمة قليلا من الرقي والكبر وعندها نستطيع القول بأن لبنان الفنون عاد الى عافيته.

بيار البايع