ماكرون: أبحث مع محمد بن سلمان "خريطة طريق" لدعم الجيش اللبناني.... عودة الجماعات الإرهابية في سوريا تهدد مصالحنا

أبلغ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إلى الوفد الصحافي المرافق له في زيارته للسعودية، أنه يعمل مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للضغط على الإدارة الاميركية الجديدة لوقف اطلاق النار في غزة، ثم وضع خريطة طريق لليوم التالي، حيث للسعودية دور أساسي في تنظيم مؤتمر مع الشركاء العرب، الامارات وقطر و مصر والأردن،  من اجل استقرار القطاع وإعادة الاعمار مع دعم البنك الدولي، على أساس حل الدولتين على ان تراس فرنسا والسعودية مؤتمراً لهذا الغرض في حزيران (يونيو) 2025.

اما عن لبنان، فقال "اننا اتفقنا مع المملكة على العمل على دعم مالي وتجهيز الجيش اللبناني لضمان وقف اطلاق النار ونشر الجيش في الجنوب، والعمل للحل السياسي  والقيام بدور فعال من اجل  تحقيق النصاب لجلسة انتخاب رئيس في 9 كانون الثاني (يناير)".
 وأضاف: "أتمنى ان ينتخب رئيس في 9 كانون الثاني"، موضحاً أنه تناول موضوع لبنان مطولاً مع ولي العهد وسيناقش معه مساء اليوم خريطة طريق لدعم وتعزيز الجيش لكي تتمكن ليس فقط من الانتشار في الجنوب، ولكن أيضا لتمكينه من زيادة عناصره وتجهيزاته، حسب ما قاله العماد جوزف عون، و"هو احد اهدافنا التي نعمل عليها مع السعودية وأيضا حول إعادة الاعمار في لبنان لكن الأولوية الاستقرار ووقف اطلاق النار وعودة النازحين الى قراهم في وضع آمن. وبعد ذلك يمكننا التكلم عن إعادة الاعمار مع البنك الدولي". وأضاف: "بعد ذلك سنجمع مؤتمراً لاعادة الاعمار لكن الآن تجميد وقف اطلاق النار وعودة النازحين". 
وسالت "النهار" ماكرون عن دور ايران في لبنان وسوريا وما تراه السعودية التي تقربت من طهران، أجاب: " لدينا مشكلة النشاط النووي مع ايران ونشاط ايران الباليستي ونشاطها في المنطقة عبر وكلائها حزب الله والحوثي وغيره. ونحن نريد العمل مع الإدارة الاميركية الجديدة ودول المنطقة للعمل من اجل الزام ايران بالتعاون لحل هذه المشاكل ومشكلة الرهائن" . وأكد أن أولويات ترامب هي السلم في العالم "لذا نريد التحاور مع الإدارة الأميركية الجديدة".

وعن الأوضاع السورية، لفت إلى أن "لدينا مصالح امنية في المنطقة والوضع حساس جدا ولدينا شركاء، هناك مخاطر  على امننا مع عودة حركات إرهابية قادرة على أن تزعزع استقرار المنطقة واعداد عمليات إرهابية ونريد أيضا تجنب إعادة تسليح حزب الله من سوريا  وضبط الحدود السورية اللبنانية  وهي أولوية وكانت جزءاً من محادثاتنا للتوصل الى وقف اطلاق نار بين لبنان وإسرائيل" .

وأجرى بن سلمان وماكرون الذي وصل الاثنين الى الرياض محادثات شملت الأوضاع الإقليمية وتوافقا على بذل الجهود لتخفيف التصعيد في المنطقة. وقالت الرئاسة الفرنسية إن أولوية ولي العهد والرئيس التوصل الى وقف اطلاق النار في غزة لتحرير الرهائن وحماية المدنيين بفضل المساعدات الإنسانية والمساهمة في البحث عن حل سياسي على أساس الدولتين. 

وأكد الجانبان الى مواصلة الجهود الدبلوماسية من اجل تعزيز وقف اطلاق النار بين إسرائيل ولبنان، وجددا الدعوة إلى انتخاب رئيس للبنان وضرورة رص الصف في لبنان والقيام بإلاصلاحات الضرورية من أجل استقرار البلد وأمنه. 

وقال مصدر فرنسي رفيع المستوى لـ"النهار" إن لبنان سيكون محور حديث موسع  خلال العشاء الخاص في مزرعة ولي العهد، لافتاً إلى المحادثات الأولى ركزت على ايران، وساد فيها اقتناع بأن السياسة الأميركية للرئيس الأميركي المنتخب إزاء ايران لم تتضح بعد .

الى ذلك، أقام وزير النفط السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان مأدبة غداء في الوزارة على شرف وزيرة الطاقة الفرنسية أنييس روفي باناشي ووفد الطاقة المرافق للرئيس الفرنسي، بمن فيهم رئيس توتال باتريك بوياني ورؤساء سوييز وأنجي. وحضر الغداء مدير أرامكو أمين ناصر ووفد سعودي رفيع من الشركات السعودية التي تعمل في قطاعات الطاقة .


وخلال منتدى أعمال فرنسي- سعودي في اليوم الثاني من زيارته الرسمية للسعودية، أكد ماكرون في الرياض على أن فرنسا "شريك موثوق به" لدعم التنويع الاقتصادي للمملكة العربية السعودية وكذلك الاستثمارات السعودية في أوروبا.  

وقال: "كنا دائماً شريكاً موثوقًا لبعضنا (...) ونريد تعزيز هذه الاستثمارات والشراكات"، وذلك غداة التوقيع على شراكة استراتيجية بين البلدين.  

وأكد ماكرون في المنتدى أن الشركات الفرنسية مستعدة لدعم برنامج رؤية 2030 للانفتاح والتنويع للمملكة، خاصة في مجال الطاقات المتجددة والذكاء الاصطناعي.

ووقع العديد من العقود في هذا الصدد، أبرزها مع شركة كهرباء فرنسا لإنشاء محطات الطاقة الشمسية، وشركة فيوليا لمعالجة النفايات.

كذلك، وقعت شركة النفط السعودية العملاقة "أرامكو" مذكرات تفاهم مع شركتي "بسكال" الناشئة في مجال أبحاث الكم و"ميسترال" في مجال الذكاء الاصطناعي.

وناشد الرئيس الفرنسي المستثمرين السعوديين "بذل المزيد من الجهد في فرنسا"، معتبراً أن الهامش كبير في هذا المجال.
وشدد على أن "فرنسا ليست فقط سوقاً تعد 68 مليون نسمة (...) بل هي نقطة دخول للسوق الأوروبية وللعالم الناطق بالفرنسية".

ومثل الرئيس الفرنسي في هذا الجزء من البرنامج وزير الخارجية جان- نويل بارو.

وشارك ماكرون في جلسة تنظمها صناديق الثروة السيادية للكوكب الواحد (OPSWF) التي تجمع الصناديق السيادية المعنية بتغير المناخ، قبل المشاركة في برنامج ثقافي في المعقل التاريخي لآل سعود، بالقرب من الرياض، بعيدا عن الإعلام.

وعند وصوله مساء الاثنين إلى الرياض بعد بروز أزمة حكومية في بلاده، توجه الرئيس الفرنسي إلى القصر الملكي.

وبدت مراسم الاحتفال والاجتماع الثنائي مع ولي العهد محمد بن سلمان بعيدة كل البعد عن عدم الاستقرار السياسي الذي يهز فرنسا مرة أخرى.

ووقع الزعيمان شراكة استراتيجية تهدف إلى "مضاعفة التعاون في جميع المجالات"، من الدفاع إلى التحول البيئي والثقافة.
كما "اتفقا على بذل كل جهد للمساهمة في وقف التصعيد" في الشرق الأوسط، بحسب الإليزيه.

وحض الجانبان خصوصاً على انتخاب رئيس في لبنان بعد دخول الهدنة حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني(نوفمبر) بين إسرائيل و"حزب الله".  
 واختتم ماكرون زيارته بعد الظهر في منتدى الأعمال الفرنسي -السعودي الذي يشكل فرصة لإطلاق شراكات في اقتصاد المستقبل، من الطاقات المتجددة إلى الذكاء الاصطناعي.
وأكد الإليزيه أن "رغبتنا هي أن نتمكن من خلال هذه الزيارة من تعزيز مكانة فرنسا كشريك أساسي وموثوق للسعودية في جميع مجالات تنميتها".

ورافق الرئيس الفرنسي حوالى خمسين رئيساً للمجموعات الفرنسية الكبرى مثل "توتال" و "كهرباء فرنسا" (أو دي أف) و"فيوليا" فضلاً عن الشركات الناشئة مثل "باسكال" و"آلان" و "ميسترال" التي تمثل اقتصاد المستقبل.