المصدر: المدن
The official website of the Kataeb Party leader
السبت 2 كانون الاول 2023 20:08:12
حذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إسرائيل السبت، من أن هدفها المعلن بالقضاء على حركة حماس بشكل كامل قد يؤدي إلى حرب تستمر 10 سنوات، وأعلن أنه في طريقه إلى قطر سعيا لاستئناف الهدنة التي أنهتها إسرائيل صباح الجمعة.
وقال ماكرون في مؤتمر صحافي على هامش مؤتمر المناخ في الإمارات: "ماذا يعني القضاء على حماس بالكامل؟ هل يعتقد أحد أن هذا ممكن؟… إذا كان الأمر كذلك، فإن الحرب ستستمر 10 سنوات". وحثّ تل أبيب على توضيح الهدف الذي وضعته والمتمثل في القضاء على حركة حماس، محذراً من حرب لا نهاية لها.
الأمن على حساب الأرواح
وأضاف الرئيس الفرنسي إن مواجهة "الإرهاب" ليس عبارة عن قصف منهجي ومتواصل، وإن الرد على هجمات حماس "ليس القضاء على منطقة بأكملها أو قصف البنى التحتية المدنية بأكملها".
واعتبر ماكرون أن الأمن الدائم لإسرائيل لا يمكن ضمانه إذا أُرسي "على حساب أرواح الفلسطينيين، وبالتالي استياء كل الرأي العام في المنطقة"، داعياً إلى الاستجابة للتطلعات المشروعة للفلسطينيين، من خلال تحقيق حل الدولتين.
ودعا إلى مضاعفة الجهود للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وإطلاق كل المحتجزين لدى حركة حماس، وإيصال المساعدات إلى غزة، قائلاً إنه متوجه إلى قطر السبت، للمساعدة في إرساء هدنة جديدة تفضي إلى وقف إطلاق النار.
وكان الرئيس الفرنسي يأمل في البناء على "ديناميات" الهدنة بين إسرائيل وحماس للترويج لمواقف بلاده وبدء رسم مشهد ما بعد الحرب، لكن وصوله إلى مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ المنعقد في دبي تزامن مع استئناف القتال في غزة.
عندها شدد لهجته السبت، على نحو غير معهود إزاء استراتيجية إسرائيل المعلنة "للقضاء" على حركة حماس، خلال زيارة جسّدت الصعوبة التي يواجهها الرئيس الفرنسي، لإيجاد طريقة للتأثير على هذه الأزمة الدولية الكبرى، بحسب وكالة "فرانس برس".
فهل دفعه محتوى محادثاته على هامش قمة للمناخ مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وعدد من القادة العرب، إلى تشديد لهجته على نحو لم يسبق له؟
وكان يُفترض أن يقوم ماكرون بجولة أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط، لكن في نهاية المطاف اعتبر الإليزيه أن حضور عدد كبير من المعنيين بالنزاع بين إسرائيل وحماس إلى دبي، سيجعل من المؤتمر لقاءً مناخياً ودبلوماسياً في آن.
إحباط التوقعات
لكن التوقعات من الزيارة أُحبطت جزئياً. فلم يحضر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. ولم يتسنَّ عقد اجتماع بين ماكرون وعدد من القادة العرب في الوقت نفسه، حيث كان يأمل أن لقاءً من هذا النوع يتيح له إيصال رسالته بشكل أقوى. كذلك لم يحضر رئيس حكومة الحرب الإسرائيلية بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وترى أنييس لوفالوا من معهد الأبحاث والدراسات بشأن البحر الأبيض المتوسط والشرق الأوسط، أن "فرنسا، وماكرون، غير قادرَين على إيجاد مكانتهما فعلياً في هذه الأزمة".
وتشير إلى أن الرئيس فقد بعضاً من مصداقيته عندما أطلق نهاية تشرين الأول/أكتوبر من القدس، من دون أن يمهد الطريق لذلك، فكرة ضمّ دول عربية إلى تحالف دولي لمحاربة حماس.
وتلفت إلى أنه، وبعد تعرضه لانتقادات بسبب انحيازه الواضح لصالح إسرائيل، قد تكون دعوته إلى "التوقف" عن قصف المدنيين قد أدت إلى توتير علاقته بنتنياهو. وتعتبر أن البحث عن التوازن "بناءً على ردود الفعل" يربك استراتيجيته.
على الجانب الإسرائيلي، لا يخفي دبلوماسيون فرنسيون قلقهم إزاء العمليات العسكرية التي تستهدف أيضاً مناطق جنوب قطاع غزة، خلافاً لتعهّد تل أبيب بأن تكون هذه مناطق "آمنة" للمدنيين. في موازاة ذلك، تبحث فرنسا عن صيغة لتعزيز السلطة الفلسطينية المتعثرة حتى تتمكن عندما يحين الوقت من إدارة شؤون غزة. لكن في كلتا الحالتين، لا تملك باريس وسائل ضغط.
أما بالنسبة لحلّ الدولتين الذي دافعت عنه بشدة، فلا أحد يرى فعليًا الطريق الذي يؤدي إلى تحقيقه.
وتؤكد لوفالوا أن "ماكرون لا يستطيع تحقيق ذلك بمفرده". وتضيف "في المقابل، لدى أوروبا وسائل تأثير قوية، وهناك ورقة حقيقية بيد أوروبا يمكن أن تطرحها"، معربةً عن أسفها لعدم استخدامها في هذه المرحلة.