ماكرون في بيروت: لبنان يعيش مرحلة جديدة ومهمة

أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في حديثٍ خاص لـ"النهار" أن "لبنان يعيش مرحلة جديدة ومهمة مع انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وتكليف رئيس للحكومة".

وقال خلال جولته في منطقة الجميزة في وسط بيروت لمراسل "النهار" جاد فقيه: "لقد كنا هنا في الأوقات العصيبة وكنت هنا في العام 2020... لا أنسى أبداً، وكان ظرفاً صعباً جداً".

وأشار ماكرون إلى أن "هناك مناخاً من الأمل، ولكلٍ مسؤوليته في استكمال المسار الإيجابي".

وفي سؤال عن دور فرنسا في مساعدة لبنان، شدد ماكرون على أن باريس ستساعده دائماً.

وكان قد بدأ الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون زيارة رسمية للبنان لتهنئة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون  بانتخابه وعقد محادثات تتناول سبل دعم لبنان.

وكان في استقباله في مقر كبار الزوار في المطار  رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، والسفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو.

ورافق ماكرون وفد يضم في عداده الموفد الرئاسي الفرنسي الى لبنان  جان ايف لودريان.

وعقد الرئيس ماكرون والرئيس ميقاتي  اجتماعا ثنائيا استمر قرابة ثلاثة ارباع الساعة، قال في نهايته الرئيس ماكرون للصحافيين : انا سعيد  لوجودي في لبنان الذي دخل مرحلة جديدة، وعبّرت عن  امتناني وتقديري للرئيس ميقاتي وللمهمة التي قام بها على مدى سنوات لخدمة الجميع في لبنان لاسيما خلال المرحلة الصعبة جدا بسبب الحرب الاخيرة. وجهت الى دولة الرئيس رسالة تقدير، وسأجتمع بعد قليل مع عضوي لجنة مراقبة وقف إطلاق النار، كما ساجتمع  مع الرئيس عون ثم مع رئيس البرلمان والرئيس ميقاتي.

ميقاتي

وقال ميقاتي: تشرفت هذا الصباح باستقبال الرئيس ايمانويل ماكرون في لبنان. وبعد الاستقبال جرى اجتماع بيني وبين فخامته وتحدثنا عن الاوضاع الراهنة وضرورة المتابعة لدعم لبنان على الصعد كافة، لا سيما اقتصاديا وفي مجال اعادة الاعمار. كما تحدثنا عن التحديات الراهنة، وكان الرئيس ماكرون متفهما جدا للاوضاع اللبنانية، واعدا بمتابعة العمل والدعم للحكومة الجديدة.

وردا على سؤال عن النية الفرنسية بتأمين الدعم للبنان  قال:  الرئيس ماكرون وعد بمتابعة هذا الموضوع من خلال عقد اجتماع على غرار الاجتماع الذي حصل في تشرين  الفائت في باريس  لدعم الجيش واغاثة النازحين. والرئيس ماكرون على استعداد لدعم لبنان من خلال الصندوق الائتماني  الذي تنوي الحكومة القيام به بالتعاون مع البنك الدولي من أجل اعادة اعمار الجنوب ، ويمكن للجميع المساهمة فيه.

وعما اذا كان البحث تناول موضوع قرب انتهاء المهلة المحددة للانسحاب الاسرائيلي من جنوب لبنان قال: الاجتماع الاول الذي  سيعقده الرئيس ماكرون هو مع الضابطين  الاميركي والفرنسي المعنيين بآلية تنفيذ التدابير المتعلقة بوقف اطلاق النار والتطبيق الكامل للقرار 1701، وبالتأكيد سيطلعنا الرئيس ماكرون  في اجتماع بعبدا عند الظهر على نتيجة هذا اللقاء. واعتقد ان الامور تسير باتجاه اتمام الانسحاب في الوقت المحدد.

اضاف: ان موضوع الخروقات الاسرائيلية تتم متابعته  مع لجنة تطبيق القرار 1701، كما يتم تقديم الشكاوى اللازمة، وهناك وعود بان الخروقات ستنتهي مع انتهاء مهلة الستين يوما نهاية الشهر الحالي . ونتمنى ان يحصل ذلك وان تكون الوعود في مكانها الصحيح.

وعما اذا كان الجانب الفرنسي يمكن ان يضمن الانسحاب الاسرائيلي قال: لم نتحدث عن هذا الموضوع مع الرئيس ماكرون، والجانبان الفرنسي والاميركي يتابعان هذا الملف، واؤكد مجددا ان الرئيس ماكرون يشدد على اهمية التعاون مع لبنان وحرصه عليه . وتمنيت بدوري ان تستمر هذه العلاقة لانها علاقة تاريخية بين الدولتين الفرنسية واللبنانية وشعبي البلدين.

وجال الرئيس الفرنسي في الجميزة في العاصمة بيروت، حيث تم رفع العلمَين اللبناني والفرنسي قُبيل وصول ماكرون ورافقه وزير الخارجية جان نويل بارو والمبعوث الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان والسفير الفرنسي إيرفيه ماغرو، في حضور محافظ بيروت القاضي مروان عبود، وجالوا في أرجائها واطلعوا على أوضاع المنطقة بعد إعادة ترميم ما تضرر فيها جراء انفجار 4 آب 2020، وهي الزيارة الثانية للرئيس ماكرون للجميزة بعد أن كان زارها عقب الانفجار. 

واستقبل المواطنون الرئيس الفرنسي بحرارة بعد أن احتشدوا في محطات جولته في المنطقة لالتقاط الصور معه وقدموا له الفطائر والمعجنات. كما دخل ماكرون الى أحد المقاهي واحتسى القهوة وتحدث إلى الناس، ثم تجوّل في شارع غورو، وزار مقر الصليب الأحمر اللبناني وتحدث الى المتطوعين.  كما زار ماكرون  مدرسة  الثلاثة أقمار والتقى أعضاءها وتحدث إليهم.

وسبق توجه ماكرون الى الجميزة زيارته نصب الجندي المجهول حيث وضع إكليلا من الزهر عليه.

كما انتظر فريق عمل الصليب الأحمر اللبناني وصول ماكرون إلى مركزه في منطقة الجميزة.

ومن المرتقب أن يزور ماكرون عند الأولى من بعد الظهر، القصر الجمهوري في بعبدا، للقاء رئيس الجمهورية جوزف عون وسط مراسم استقبال رسمية.

ثم سيعقد الرئيسَين عون وماكرون لقاءً ثنائيّاً، يتحوَّل لاحقاً إلى موسّع، ويعقبه مؤتمر صحافي مشترك قرابة الساعة الثالثة من بعد الظهر.

كما يُقيم عون غداءً رسميّاً على شرف الضيف الفرنسي.