مانويل نوير... هل حان وقت الاعتزال؟

يُعد الألماني مانويل نوير من أفضل حراس المرمى في تاريخ كرة القدم، نظراً إلى أسلوبه في اللعب، الذي قدّم فيه مفهوماً جديداً لحراسة المرمى واستقرار مستواه لسنوات عدّة.

غيّر نوير نظرة الجميع إلى دور حارس المرمى، من خلال اللعب في مركز "الليبرو"، وخروجه من منطقة الجزاء في الأوقات المناسبة، وتدخّلاته الدفاعية الصائبة.

لا يختلف اثنان على أهمية نوير في المنتخب الألماني أو فريقه بايرن ميونيخ، فهو كان العنصر الأساسي لنجاحهما في مختلف البطولات على مرّ السنوات، خصوصاً في كأس العالم 2014، عندما أحرزت "الماكينات" اللقب عن جدارة.

حقّق نوير جوائز فردية عدة طوال مسيرته، كما أنه ترشح لجائزة الكرة الذهبية في أكثر من مناسبة، وحلّ ثالثاً عام 2014 خلف كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي. كثيرون اعتبروا أنه كان يستحقها آنذاك، إلا أنّ مركزه لم يُسعفه، إذ من الصعب أن يفوز حارس مرمى بهذه الجائزة.

استمرّ نوير بتقديم مستويات لافتة، حتى أنه عاش أياماً صعبة على المستوى الشخصي، وفي الخفاء، معترفاً بإصابته بسرطان الجلد بوجهه بعدما تخطّى المحنة.

لكنّ الإصابة القوية التي تعرّض لها في نهاية عام 2022، حين كان يمارس هواية التزلج، تُعتبر المرحلة الفاصلة بين "نوير الذي لا يُقارن" و"نوير الذي اقترب من الاعتزال".

لم يهبط أداء نوير بشكل كبير مع عودته من تلك الإصابة، لكنّ المستوى تراجع بكل تأكيد عما كان عليه سابقاً. هذه الضربة، بالإضافة إلى تقدّمه في السنّ (38 عاماً حالياً)، شكّلت حاجزاً أمام "البعبع" الذي لا يُقهر.

في الآونة الأخيرة، أصبحت أخطاء نوير "ساذجة". يخرج من منطقة الجزاء في توقيت حساس، فينجو أحياناً من هفواته، وأحياناً أخرى يتلقى الأهداف؛ يرتكب أخطاء "غريبة" في بعض الأوقات، كالحادثة الأخيرة أمام باير ليفركوزن في كأس ألمانيا، حين تلقى على أثرها البطاقة الحمراء الأولى في مسيرته مع تعرّضه للإصابة بعدها.

كان يفكّر نوير في تجديد عقده مع البافاري، والإدارة لا تزال تتريّث لاتخاذ هذا القرار، لكن لا شيء محسوم حتى اللحظة. نصحه أسطورة حراسة المرمى الألمانية أوليفر كان بالاعتزال نهائياً، حيث صرّح أخيراً لصحيفة سبورت بيلد الألمانية: "بعد اعتزالك اللعب مع المنتخب الوطني، تقع في حفرة وتسأل نفسك: ما هو الهدف الآن، ما الذي يمكنني تحقيقه؟".

يبدو هذه المرّة أنّ أوليفر كان على حق. هذا القرار ليس سهلاً، ومن الممكن أن يكون الأصعب للاعب بعقلية "المحارب" مانويل نوير. لكن مع كل ما يمرّ به "الأخطبوط" حالياً، يبدو أنّ الوقت قد حان من أجل إغلاق الصفحة الأخيرة في مسيرة حارس لا يتكرّر.