ما المطلوب للخروج من "المراوحة المؤذية"؟

يمكن القول إن الوضع السائد في لبنان قد دخل في حال من المراوحة المؤذية، في ظل استمرار الاعتداءات الاسرائيلية وعمليات الاغتيال، مع تصاعد وتيرة التجاذب الداخلي والخارجي حول قرار نزع سلاح حزب الله، وتباطؤ مسيرة النهوض العام للدولة، في حين لوحظ ان مبادرة رئيس الجمهورية جوزاف عون لإجراء مفاوضات مع اسرائيل لانهاء الاحتلال الاسرائيلي وتداعياته، لم تقابل بعد بردود تؤشر لامكانية فتح ابواب الخروج من الازمة الحالية في وقت قريب.

يبقى السؤال المطروح، ما هو المطلوب للخروج من حال المراوحة الحالي؟

خطوتان أساسيتان لا بد من القيام بهما، الاولى استكمال الدولة تنفيذ قرار حصر السلاح بيدها، بوتيرة سريعة وملموسة على الارض، من دون اي تباطؤ او تردد لأي سبب كان، واستكمال الاجراءات والتدابير اللازمة لمنع التجاوزات وخرق القوانين في المرافق والمؤسسات العامة، لاظهار جدية الدولة وقدرتها على بسط سلطتها وامساكها بزمام الامور.

أما الخطوة الثانية فهي تكثيف الاتصالات والجهود السياسية والديبلوماسية على كل المستويات، للدفع باتجاه تحريك مسار المفاوضات مع الجانب الاسرائيلي لانهاء الاحتلال للاراضي اللبنانية جنوباً، والخوض بالمشاكل المتفرعة عنه، وقد يساعد وصول سفير الولايات المتحدة الاميركية الجديد ميشال عيسى الى لبنان، في هذا الخصوص، من موقعه وعلاقاته بتحريك الوضع، وبلورة آفاق الخروج من الازمة الحالية.

وكلما حققت الدولة تقدماً ملموساً في عملية نزع سلاح الحزب، واظهرت جدية خطواتها وتحركها امام الرأي العام بهذا الخصوص، كلما ادى ذلك إلى اسقاط ذرائع اسرائيل للتلطي وراء بقاء سلاح الحزب، وساعد في تحقيق تقدم للبحث في انهاء ازمة الاحتلال الاسرائيلي، وحل المشاكل المترتبة عن الاحتلال وتداعياته المدمرة.

لا شك ان وصول السفير الاميركي الجديد الى لبنان في هذا الظرف بالذات، يسهل كثيرا حركة التواصل مع المسؤولين، ويساعد في نقل وبلورة المواقف، وازالة التباينات وتقريب وجهات النظر، وتسهيل التوصل الى الحلول المطروحة لإخراج لبنان من ازمة الاحتلال الاسرائيلي، ولكن هذا لا يعني الاستهانة بالنوايا الاسرائيلية المبيتة، وما اذا كانت الدولة العبرية تتجاوب مع الديبلوماسي الاميركي لانهاء احتلالها أم تُبقي عليه، بكل ما يترتب على هذا الاحتلال من تداعيات سلبية على مجمل الاوضاع في لبنان كله.