المصدر: Kataeb.org
الثلاثاء 24 آذار 2020 18:36:19
منذ اللحظة الأولى التي أعلنت فيها الوزيرة السابقة مي شدياق إصابتها بفيروس كورونا بدأت التساؤلات، قبل الاطمئنان إلى صحتها حتى، عن الجهة التي نقلت الفيروس، كيف وأين حصل ذلك؟ طبعا الشفافية المطلقة التي اعتمدتها شدياق يحتذى بها، ونحن قبل مقاربة الموضوع لابد لنا أن نتمنى لها الشفاء العاجل والعودة بين أهلها ومحبيها.
لاشك أن جهل طبيعة الفيروس قد دفع بالبعض إلى سلوكيات اجتماعية تفتقر إلى الحد الأدنى من الإنسانية والعلمية معا، معتبرين أن المصاب بكورونا قد اختار ذلك بنفسه أو ضمر لنفسه ولمجتمعه شرّا ما! كل ما في الأمر أن البشرية جمعاء أمام هذا التحدي وفي مواجهة هذا الوباء، وهو لا يختار لا لونا ولا طائفة ولا عرقا ولا دينا ولا حتى طبقة اجتماعية.
انتشرت الشائعات فور إعلان الأمر أن الوزيرة شدياق القادمة من فرنسا، كانت هناك في مناسبة زفاف وهو ما أدى إلى اصابتها وعدد كبير من الحضور. موقع Kataeb.org تحرّى عن الموضوع وقد علمنا أن الزفاف حصل فعلا لكن كثير ممّا نسب إلى الزفاف وما أحيط به غير دقيق.
زفاف من؟ ومن حضر؟
هو حفل زفاف الشابة ج. أ. والشاب م. ف. وقد تمّ فعلا في بلدة موجيف (Megève) الفرنسية في كنيسة القديس يوحنا المعمدان ومن ثم احتفل الحضور بالعروسين في مجمع "Flocons de Sel".
وحسب ما علم موقع Kataeb.org أن الحضور الذين بلغ عددهم زهاء الـ 140 شخصا قدموا من وجهات مختلفة، منهم من جاء من أبيدجيان في ساحل العاج ومنهم من قدم من بريطانيا وآخرين أتوا من فرنسا وسويسرا وأيضا كان هناك عدد منهم جاء من لبنان.
وتجدر الإشارة إلى ان مصادرنا في المجمّع حيث تم الاحتفال، استغربت "تجاهل الحضور مسألة الوقاية الشخصية من خطر انتقال فيروس كورونا، حتى أن البعض منهم استغرب التدابير الوقائية المتخذة من الجهات المنظمة، لاسيما وضع الكمامات واستخدام أدوات التعقيم باستمرار".
لكن رغم ذلك فلا يمكن الجزم أن كورونا انتقل في العرس حصرا نظرا إلى أن الحضور أتى من جهات مختلفة من العالم ولأن الوصول إلى "موجيف" لا يمكن أن يتم إلا عبر مطار باريس أو جينيف ومن هناك انتقالا في سيارة أجرى أو سيارة خاصة، ما يؤكد أن الحضور احتكّ، في كثير من المحطات، بعدد كبيرة من الناس واختلط بهم.
هل أصيب فريق الـ mtv هناك؟؟
ليس صحيحا أن فريقا من الـmtv تولى تصوير الاحتفال فالمصور الذي تولى ذلك هو المصور اللبناني ب. ص. وقد عرض شريطا مصورا للعرس عبر مواقع التواصل الإجتماعي وفي هذا الاطار أصدرت إدارة الـ mtv بيانا توضيحيا حول ما يتم تداوله اعتبرت فيه أنه:
"يتمّ التداول، عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر تطبيق "واتساب"، بخبرٍ منقول عن إحدى الصفحات وفيه أنّ فريقاً إعلاميّاً من mtv كان حاضراً في حفلة زفاف في فرنسا تعرّض مشاركون فيها، ومنهم الوزيرة السابقة مي شدياق، للإصابة بفيروس كورونا.
لذا، نودّ التأكيد أنّ هذا الخبر كاذب وأنّ أيّاً من العاملين في mtv لم يحضر هذا الزفاف، علماً أنّ إدارة المحطة كانت أصدرت قراراً بضرورة التزام جميع العاملين فيها الذين سافروا في الآونة الأخيرة بالحجر المنزلي وعدم القدوم الى الشركة".
إنّ إدارة محطة mtv تأسف على الانحطاط الأخلاقي الذي بلغ بالبعض الى فبركة الأخبار عن المرض، وتؤكّد أنّ هذا الفيروس يحتاج الى مواجهة بالتضامن بين اللبنانيّين، كما أنّ المصابين به يحتاجون الى دعمٍ على أكثر من صعيد.
وتشدّد إدارة mtv على أنّها ستدّعي على مطلقي هذه الشائعات والمتداولين بها، لأنّ الأهداف الإنسانيّة التي دفعتها الى تنظيم حملة تبرّعات ضخمة في الأيّام الأخيرة تستوجب منها أيضاً مواجهة المصابين بفيروس فقدان الضمير والأخلاق، وهم يتكاثرون للأسف في مجتمعنا.
من أصيب أيضا؟
إضافة إلى الوزيرة مي شدياق التي باشرت بعلاجها علم موقعنا أن أ. ص. الموظف في تلفزيون لبنان، اصيب بالكورونا أيضا. وقد علم بذلك بعد عودته الى لبنان وهو التزم الحجر المنزلي منذ عودته، ولم يزر مبنى التلفزيون ولم يختلط بزملائه.
كما وأن عددا من الحضور قد باشر بالحجر المنزلي الطوعي ومراقبة وضعه الصحي خاصة وأن بعضا من الذين كانوا هناك بدأت تظهر عليه بعض العوارض الصحية من دون التأكد ما إذا كانت مرتبطة بعدوى كورونا أو لا.
كذلك، اصيب الكاهن رامي عبد الساتر الذي ترأس الاكليل في "megève " في فرنسا، حيث التقط فيروس "كورونا" الأسبوع الماضي من المدعوّين الى العرس.
الأب رامي عبد الساتر وهو خادم رعية القديس شربل في بوردو الفرنسية، ومسؤول الرسالة المارونية في لورد، قال في حديث الى "أليتيا"، أن وضعه جيد، وهو يصلّي للجميع ويطلب صلاة الجميع.
الأب رامي اليوم في الحجر المنزلي، وقال أن العوارض تظهر في حرارة تتلاعب، وتعب جسدي.
وأكد الأب رامي لأليتيا أن وضعه مستقر.
متى يتوقف التنمّر؟
صحيح أن الأحكام التي تطلق على من يصاب بفيروس كورونا تتسم بكثير من الوصمة والتنمر، وبعيدة كل البعد عن الإنسانية، لكن في مكان ما، يسأل المرء عن صوابية التمسك بالمناسبات الإجتماعية في مثل هذه الظروف والمخاطر الكبيرة التي نتعرّض الناس لها جراء إصرارنا على إقامتها وبالشكل المعتاد.
"يعني هلقد حرزانة نخاطر بحياة الناس؟؟!!"