المصدر: Kataeb.org
الكاتب: شادي هيلانة
السبت 16 آب 2025 15:41:30
في ظل تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية - السورية، وتداول فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي من داخل الأراضي السورية تظهر فيه بعض العشائر السورية توجّه تهديدات بدخول لبنان، ومنح مهلة 48 ساعة لتحقيق مطالب، برزت مخاوف شديدة على المستوى الأمني والسياسي اللبناني. هذا الفيديو أثار زوابع القلق لدى الرأي العام اللبناني، وسط مخاوف من أي تصعيد غير محسوب قد يهدد الاستقرار.
في هذا السياق، وعلى منصة موقع kataeb.org، يأتي نفي واضح وصريح من الشيخ بدر عبيد، رئيس تجمع العشائر العربية في لبنان، ليضع النقاط على الحروف ويعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي. في لقاء حصري مع الموقع، أكد الشيخ عبيد أن ما يُشاع لا أساس له من الصحة، وأن العشائر العربية في لبنان تلتزم كامل الالتزام بالقانون والدولة.
وأكد عبيد أن الأخبار التي تتحدث عن نية العشائر العربية اقتحام الحدود اللبنانية أو التحرك بشكل غير قانوني للإفراج عن الموقوفين السوريين داخل سجن رومية لا تمت للواقع بصلة، وهي محض شائعات تهدف إلى بث الفوضى وزعزعة الأمن.
وقال: "العشائر اللبنانية، التي ترتبط بروابط عميقة وتاريخية مع أشقائنا في سوريا والعراق والجزيرة العربية، لا تتصرف بمعزل عن الدولة ومؤسساتها الشرعية. نحن نحترم قرار الدولة اللبنانية ونتبع القوانين وندعم الجيش اللبناني وحكومة الرئيس نواف سلام، التي تعتبر المرجعية العليا في هذه الملفات."
وعن الفيديو الذي أثار الجدل، أوضح الشيخ بدر عبيد أن رد الفعل العنيف جاء كرد فعل إنساني بحت بعد وفاة السجين السوري أسامة الجاعور داخل سجن رومية، مؤكداً أن الجاعور كان معتقلاً لأسباب سياسية وليس جنائية، وهو ما يضاعف من حساسية الموضوع.
وشدد على أن العشائر العربية تعول على الحوار والطرق الدبلوماسية والقانونية لحل هذه الملفات، بعيداً عن أي تحركات قد تضر بالوضع الأمني اللبناني.
وختم الشيخ عبيد تصريحه بنداء إنساني وسياسي واضح: "ندعو الحكومتين اللبنانية والسورية إلى الإسراع في معالجة هذا الملف الحقوقي والإنساني، فالمماطلة والتأخير لم يعودا مقبولين، خاصة وأن القضية تمس بكرامة الإنسان وحياة آلاف الأسر."
تأتي هذه التصريحات في وقت دقيق وحساس تمر به المنطقة، إذ تؤكد أهمية ضبط النفس والتمسك بقواعد الدولة والقانون. نفي الشيخ بدر عبيد يعكس حرص العشائر العربية في لبنان على الاستقرار وعدم الانجرار خلف أي مواقف أو مشاهد قد تؤدي إلى توتر الوضع.
يبقى الحل الوحيد من خلال التفاهمات السياسية والإنسانية التي تحترم حقوق الموقوفين السوريين، وتحافظ على أمن لبنان وسيادته. وهذا ما يحتاجه اللبنانيون اليوم: صفوف موحدة، حوار جدي، وتضامن وطني، حتى تبقى الحدود آمنة.