المصدر: وكالة الأنباء المركزية
الكاتب: لارا يزبك
السبت 30 تشرين الثاني 2024 11:03:19
كان موقف الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الاول بعد اتفاق وقف النار، باهتا ومفتقدا الى "العصب"، وذلك رغم اعلانه تحقيق انتصار أعظم من انتصار العام ٢٠٠٦ ! فلم تسعفه هذه البرودة في الخطاب، في اقناع الجماهير بالنصر المحقق، شأنها شأن ضعف البراهين التي قدمها لتثبيت الانتصار، كالقول إن الجيش الإسرائيلي تعب جسديا، فيما جيش حزب الله قُتل - مع الأسف- من رئيس أركانه فؤاد شكر الى آلاف العناصر..
لكن بعيدا من هذه التفاصيل، تعتبر مصادر سياسية معارضة عبر "المركزية"، أن ما لم يقله قاسم، كان أهم مما قاله. فالرجل تناسى عن قصد سلسلة مواقف وحوادث إسرائيلية سُجلت منذ وقف النار.
الخميس مثلا، عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مشاورات أمنية بشأن جميع الجبهات، قبل أن يوضح للقناة 14 الإسرائيلية ان "لم أقل إن ما يجري في لبنان هو وقف للحرب بل وقف لإطلاق النار وقد يكون قصيرًا". وقال "أصدرت تعليمات للجيش الإسرائيلي بالاستعداد لحرب واسعة النطاق في لبنان في حالة حدوث انتهاك". بدوره، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي "حزب الله قَبِل اتفاق وقف إطلاق النار من منطلق الاضطرار والضعف وأي تجاوز سنرد عليه بالنار".
وبالفعل، في اليومين الماضيين، نفذ الجيش الإسرائيلي غارات ضد اهداف لحزب الله أحدها في صيدا خلف خط الليطاني، كما انه لا يزال يدخل ويخرج الى القرى الحدودية وأبرزها الخيام، في وقت يحظر على سكان عشرات البلدات الجنوبية العودة اليها، او يمنع السكان من التجول في قراهم مساء !
قاسم لم يعلق على هذه التطورات كلها، ولم يقل حتى ان حزب الله سيرد عليها، بل تجاهلها تماما.
الامر لافت، تتابع المصادر، خاصة ان نواب ووزراء الحزب قالوا في الايام الماضية ان من حق الحزب الدفاع عن لبنان. فهل صدر الامر من ايران، بالتزام حزب الله بالاتفاق في شكل كلي، وبالانضباط تحت سقفه، وبترك جبهة الجنوب وطي صفحتها، علّ هذا الالتزام ينفعه في الاحتفاظ بسلاحه، لأغراض سياسية داخلية والى ان تحتاجه ايران؟