ما هي أهداف القصف الإيراني والتركي على كردستان العراق؟

لم تتوقف عمليات القصف الإيراني والتركي على مناطق في إقليم كردستان، شمالي العراق، وإن كانت وتيرتها قد تصاعدت خلال الأشهر الأخيرة، مع احتجاج بغداد واستنكار عربي وعالمي.
لماذا تزايدت تلك العمليات في الآونة الأخيرة وما هو موقف حكومة السوداني، وهل يمكن أن تتطور العملية إلى دخول بري من جانب طهران إلى الإقليم بدافع القضاء على الحركات والأحزاب المناوئة لها؟
بداية، يقول ريبين سلام، الأكاديمي والباحث الكردي في الشأن العراقي: "في الأمس القريب شهدنا الصراع التركي الإيراني وما أنتجه في سوريا من دمار وحرب تأثرت بها دول المنطقة بشكل مباشر وجميع الدول بشكل غير مباشر".
حرب بالوكالة
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "من خلال الحرب بالوكالة من قبل أطراف تابعين للدولتين الجارتين "تركيا وإيران"، التي تعود جذور صراعهما إلى العثمانيين والصفويين، فإن توسع كلا السلطتين كانت ولا تزال قائمة على حساب الآخر".
وأشار سلام إلى أن "الدولتين الإيرانية والتركية تحاولان الآن نقل هذا الصراع المتجذر إلى العراق وإقليم كردستان العراق، ولكن كردستان لا يكون طرفا في صراع مستورد، ولا توجد الأرضية الخصبة لزرع مثل هذا الصراع في أراضي الإقليم".
وشدد الأكاديمي الكردي على ضرورة إسراع الحكومة العراقية في إخماد النار، التي تحاول دول الجوار تصديرها للعراق من مشاكل داخلية وغضب في الشارع وخلط الأوراق بصورة واضحة.
مبررات إيرانية
بدوره، يقول إياد الإمارة، الباحث في الشأن السياسي والأمني العراقي، إن إيران تكرر حديثها عن وجود قواعد لأحزاب معارضة لها على الأراضي العراقية وتحديدا في شمال العراق "كردستان"، الأمر الذي لم توضحه كل من الحكومة الاتحادية في بغداد أو حكومة الإقليم.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "كما تقول إيران أيضا، إن هذه القواعد الحزبية المعارضة تقوم بعمليات إرهابية ضد الإيرانيين داخل إيران منطلقة من الأراضي العراقية، وهو أمر بالغ الخطورة، إذا كان صحيحا، لأنه يزعم تحول العراق إلى قاعدة لأعمال إرهابية".
ولفت الباحث السياسي إلى أن إيران لم تدخل بجيشها فعلا داخل الأراضي العراقية، لكنها تقصف مواقع تقول عنها إنها تستهدف إيران بأعمال إرهابية.
عدوان وجريمة
من جانبه، يرى عبد الستار الجميلي، الأمين العام للحزب الطليعي الاشتراكي الناصري في العراق، أن القصف الايراني والتركي يشكل جريمة عدوان متكاملة الأركان وفق قواعد القانون الدولي والقانون الوطني وانتهاك لسيادة العراق وسلامة أراضيه الإقليمية، ما يجعل المسؤولية الدولية على هاتين الدولتين، اللتين دأبتا على ممارسة العدوان المستمر على الأراضي العراقية والسورية معا.
ولفت الجميلي في حديثه لـ"سبوتنيك"، إلى أن طهران وأنقرة تستغلان ضعف الدولة العراقية وحالة الصراعات السياسية بين أطراف العملية السياسية وهشاشة القرار الوطني العراقي، وعدم وجود استراتيجية أمنية منظمة، بما يتلائم مع حجم ونوع التحديات والمخاطر التي تواجه العراق.
وأضاف عبد الستار الجميلي: "أما ما يتعلق بتهديد الاجتياح البري من قبل إيران، فأعتقد أن هذا مجرد تهديد فارغ من أي إمكانيات للتنفيذ بحكم الانتفاضة التي تعيشها إيران حاليا من جانب، واصطدام ذلك بالنظام العربي والإقليمي والدولي من جانب آخر".
وأكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ورئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، اليوم الثلاثاء، التعاون من أجل حفظ سيادة العراق والعمل على منع استخدام أراضيه للهجوم على دول الجوار، وذلك في ظل هجمات تركية وإيرانية على مواقع شمالي البلاد.