ما هي البدائل المطروحة لتسليم سلاح "الحزب"؟

يستحوذ تسليم سلاح حزب الله للدولة اللبنانية، استنادا لتنفيذ القرار١٧٠١، والبيان الوزاري للحكومة بحصر السلاح بيد الشرعية دون سواها، الاهتمام المحلي على كل المستويات، ومطلبا عربيا ودوليا ايضا، ولاسيما من الولايات المتحدة الاميركية، التي تشترط على السلطة في لبنان تنفيذه اولا، قبل تقديم المساعدات المطلوبة لحل الازمة المالية والاقتصادية وبدء عملية اعادة اعمار ما هدمته الحرب الاسرائيلية التي استهدفت حزب الله العام الماضي، في الوقت الذي يرفض فيه الحزب الاستجابة لهذا المطلب، الذي يعتبره استجابة للاملاءات الاسرائيلية لنزع اوراق القوة من يدي الحزب في هذا الظرف الصعب، المليء بالتحديات والصعوبات المقلقة والمتغيرات الاقليمية، في حين يتجاهل الحزب انه وافق على هذا المطلب بقبوله وقف الاعمال العدائية مع اسرائيل نهاية شهر تشرين الثاني الماضي.

إزاء موقف حزب الله الرافض لتسليم سلاحه للدولة اللبنانية، وتذرعه تارة باستمرار الاحتلال الاسرائيلي للنقاط الخمس الاستراتيجية جنوبا والتي تسبب هو باعادة احتلالها، بشنّه حرب الاسناد ضد اسرائيل بقرار انفرادي بمعزل عن الدولة والشعب اللبناني، وتارة بالاحداث الناشبة في الساحل السوري او على الحدود اللبنانية السورية، وفي السويداء أخيرا، تتحمل الدولة اللبنانية، تبعات هذا الرفض، وتتعرض لشتى الضغوط المحلية والخارجية، للقيام بتنفيذ تعهداتها بحصر السلاح بيدها دون سواها، وتقف موقفا محرجا لانها لا تريد ان يؤدي اي اجراء ضاغط لتداعيات سلبية بالداخل وفي الوقت نفسه، لا تستطيع تجاهل الضغوط الدولية، لإبقاء سلاح الحزب متفلتا، كما كان عليه الوضع سابقا، لانه يرتب اهتزازات سلبية على لبنان كله.

ما هي البدائل المطروحة لتسليم سلاح الحزب؟ سؤال يطرح بإلحاح والاجابة عليه، في تكثيف الاعتداءات وعمليات الاغتيال الاسرائيلي لعناصر من الحزب كما يحصل يوميا، والمتوقع ان تتزايد وتيرتها في الايام المقبلة في حال استنفدت المهل التي اعطيت للدولة اللبنانية خلال الزيارة الاخيرة للموفد الاميركي توم باراك الى لبنان مؤخرا، للقيام بمطلب نزع سلاح الحزب، مع ما يمكن ان يؤدي اليه هذا التطور الى ابقاء وضع لبنان معلقا على ما هو حاليا، وانسداد افاق الحلول للازمة التي يواجهها حاليا.

ويبقى ان تشبث الحزب بموقفه الرافض لتسليم سلاحه، قد ينعكس عليه سلبا اكثر من الوضع الحالي، وسيجد نفسه محاصرا بالداخل من اللبنانيين انفسهم ومن الخارج، باعتبار ان تمسكه بالسلاح لن يغير بالواقع القائم، ويمكنه من قلب موازين القوى لصالحه، فهو عاجز عن الرد على الاعتداءات الاسرائيلية اليومية، لاسيما بعد الهزيمة التي تعرض لها، وسقوط نظام بشار الاسد الحليف للنظام في ايران، والضربات الموجعة التي وجهتها الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل لإيران الشهر الماضي ودمرت المفاعلات ومواقع تخصيب اليورانيوم، والاجدى له التفاهم مع الدولة اللبنانية لتسليم ما تبقَّى من سلاحه.