المصدر: اللواء
الكاتب: معروف الداعوق
الاثنين 28 نيسان 2025 07:47:50
وبالطبع لم تلقَ حجج وادعاءات حزب الله الرافضة لتسليم سلاحه الى الدولة، قبولا من الداخل اللبناني، لان كل مبررات تشبث الحزب بسلاحه ليست واقعية على الاطلاق ولا تقنع خصومه وغالبية اللبنانيين على حد سواء، لان التذرع بمقاومة اسرائيل سقط بعد فشل الحزب بعدته وعتاده الكامل في الحرب التي دارت بينه وبين اسرائيل، منذ عملية طوفان الاقصى في ترجمة شعارته لحماية لبنان الى واقع، وحتى في حماية نفسه، وتكبده خسائر فادحة بقياديه وترسانة سلاحه الضخمة، وانسحابه الى وراء شمال نهر الليطاني، ما يعني خروجه من خط المواجهة التقليدي وانكفاءه الى مسافة بعيدة نسبيا عن الحدود اللبنانية الجنوبية.
اما الادعاء بأن مبرر تمسك الحزب بالسلاح، لأجل تحرير المواقع التي ماتزال تحتلها القوات الاسرائيلية جنوبا، تناقضه الوقائع الميدانية، بعد ان تسبب الحزب بحرب المشاغلة التي اشعلها، الى معاودة جرّ القوات الاسرائيلية لاحتلال مناطق لبنانية واسعة جنوبا، وقيامها بتدميرها بشكل شبه كامل وتهجير اهلها، من دون ان يتمكن من منعها بالسلاح الذي يتمسك فيه حاليا.
النتيجة الوحيدة من كل همروجة المناداة بتسليم سلاح الحزب، الدوران في الحلقة المفرغة حتى الآن، لرفض الحزب التجاوب مع كل المطالبات بتسليم سلاحه، بالرغم من سقوط العناوين والذرائع التي يتذرع بها للاحتفاظ بسلاحه شمال الليطاني، مع استمرار حجب المساعدات العربية والدولية للنهوض بلبنان واعادة اعماره، والمشروطة بنزع السلاح وحصره بالسلطة الشرعية، واعطاء الذرائع لاسرائيل للاعتداء على لبنان، كما يحصل يوميا، بينما تبقى الخشية من محاولة تكرار استعمال هذا السلاح بالداخل لمعاودة الهيمنة على الدولة اللبنانية من جديد ومصادرة قرار ها ومقدراتها، وإن كان ذلك مستحيلا في الوقت الحاضر .