المصدر: النهار
الأربعاء 16 آب 2023 22:29:36
وصلت منصّة الحفر TransOcean Barents إلى المياه الإقليمية اللبنانية وتمركزت في النقطة المحدّدة لها في البلوك رقم 9، على أن يلتحق بها الفريق الذي سيعمل عليها، وهو بحدود 140 فنياً، سيُنقلون مباشرة من مطار "رفيق الحريري الدولي" بوساطة الطوافات إلى نقطة المنصّة.
في هذا الإطار، أسئلة عديدة تطرح بعد محطة اليوم، يجيب عنها اختصاصي النفط والغاز عبّود زهر في حديث لـ"النهار".
ما هي مهمّة هذه المنصّة بالتحديد؟
مهمتها حفر بئر الغاز الاستكشافي، والهدف من هذا الحفر هو فقط استكشاف ما إن كان هناك غاز أم لا. والمكان الذي ترسو فيه هو على عمق مياه 1650 متراً، وستبدأ عمليات الحفر في قاع البحر وصولاً إلى 2400 متر عمقاً، وهناك شكوك لدى المعنيّين في إيجاد خزان غاز على هذا العمق.
ولدى انتهاء عمليات الحفر، سواء كان هناك غاز أم لا، يُقفل البئر.
وإذا ما وجد المعنيون الغاز في البئر، يُحفر بئر ثانٍ يُسمّى الاستقصائي، لمعرفة كمّية الغاز هذه، وإن كانت ذات نوعية جيدة لاستخراجها. وإن كانت جميع المؤشرات إيجابية، نذهب إلى المرحلة الثانية التي تقتصر على تطوير البنية التحتية لإيصال آبار الغاز على معامل الكهرباء، وحفر آبار الإنتاج التي تحمل وظيفة استخراج الغاز في المرحلة التي تليها.
كذلك، يجب إنشاء منصّة أخرى حينها لفلترة الغاز، إذا كان موجوداً، لكي يصل نظيفاً خالياً من الشوائب إلى معامل الكهرباء، وبالتالي نحصل على كهرباء على الغاز في لبنان.
كم تستغرق وقتاً العمليات الاستكشافية، متى تبدأ، ومتى تنتهي؟
أمامنا أسبوع إلى 10 أيام لتموين الباخرة من مرفأ بيروت ومرفأ ليماسول-قبرص، بعدها يتم شك رأس الحفارة في قاع البحر، ويبدأ الحفر لمدة حوالي 60 يوماً للوصول إلى النقطة المرجوّة، أي إنّه منذ دخول المنصّة اليوم، يحتاج الأمر لانتهاء عمليات الاستكشاف حوالي 75 يوماً.
وبعد استكمال واستيراد كل المعدّات اللازمة لتجهيز المنصّة انطلاقاً من القاعدة اللوجستية في مرفأ بيروت، يتمّ تأمينها بوساطة الطوافات والبواخر، ومدّها بموادّ الإسمنت والطين من قبرص. إذن المعدّات آتية من ليماسول، بينما بحسب القوانين العالمية واللبنانية، يجب أن يكون جميع التموين من لبنان ومن مرفأ بيروت. وبذلك، خسر لبنان حوالي 60 شخصاً من حيث التعامل المباشر أو غير المباشر، كما خسر لبنان فرص عمل واستثمار كانت ستنفقه "توتال" لكنّه سيذهب إلى قبرص الآن، بسبب الاستعجال في الحصول على هذه المواد.
متى يبدأ لبنان باستخراج النفط؟
أول نقطة غاز، إذا ما وجدنا الغاز في البئر، ستُستخرج في عام 2033 أي بعد عشر سنوات.
ماذا عن التوقعات لما يتضمّنه البلوك 9؟
استناداً إلى صناعة البترول، احتمالية أن نجد الغاز الآن هو 20 في المئة فقط.
والأمل بتلزيم منصّات أخرى للاستكشاف عن آبار أخرى في بلوكات منتِجة لضمان مدخول ذي قيمة. فتعدّد منصّات الاستكشاف في عدّة نقاط في البحر، يزيد من احتمال إيجاد ثروة بترولية.
وعن ارتباط إيرادات الثروة النفطية بالصندوق السيادي؟
الصندوق السيادي لا بدّ منه لأسباب اقتصادية بحتة، وهو خطوة تقوم بها جميع دول العالم.
والقانون اللبناني 132 ينصّ على إقرار قانون للصندوق السيادي عند اكتشاف تجاري للثروة النفطية. لكن إذا كان الاكتشاف صغيراً، فلن يكون مستأهلاً لاستخراجه، وتفضّل الدول في هذه الحالة شراءه لأنّ كلفته تكون بذلك أرخص عليها.
ومن المبكر جداً الآن الحديث عن صندوق سيادي لإيرادات النفط والغاز في لبنان للأسباب الآتية:
أولاً، لعدم اكتشاف هذه المواد بعد.
ثانياً، لأنّ إيرادات هذه الموارد، إن كانت موجودة، لن تدخل الدولة قبل 10 إلى 12 سنة. وبمجرّد استخراج الغاز لن تقوم الدولة فوراً ببيعه، لأنّ عليها نفقات في أول سنة من استخراجه، ولن تحصل على إيرادات.
ثالثاً، هو إنفاق مبكر من الآن على الموظفين في مجلس إدارة هذا الصندوق قبل 10 سنوات من الاستخراج.