المصدر: الجريدة الكويتية
الأربعاء 25 أيلول 2024 23:13:53
تسارعت وتيرة الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، وتسارعت معها وتيرة المساعي إلى حل دبلوماسي يوقف تحولها إلى عمل بري إسرائيلي قد يستجلب مشاركة مباشرة من إيران، وبرزت إلى التداول ورقة لمشروع حل نوقشت بين أطراف معنية في الملف اللبناني، خصوصاً الولايات المتحدة وفرنسا.
وبحسب معلومات «الجريدة» يمكن تلخيص الورقة في أربع نقاط، الأولى تنص على هدنة مدتها 4 أسابيع، يوقف خلالها «حزب الله» إطلاق الصواريخ مقابل وقف إسرائيل طلعاتها الجوية، وتدعو النقطة الثانية إلى توفير ضمانات حول إعادة الإعمار وإعادة السكان على طرفي الحدود بما في ذلك تعزيز دور الجيش اللبناني في الجنوب وإنشاء أبراج مراقبة وعدم حصول أي تحركات أو تعزيزات عسكرية لمصلحة «حزب الله» وفق القرار 1701، في حين تتصمن الثالثة بدء مفاوضات حول الحدود البرية تنهي جميع المشاكل الحدودية بين إسرائيل ولبنان، وتدعو الرابعة إلى مفاوضات حول التوصل لوقف إطلاق النار، مع إمكانية تمديد الهدنة.
وقالت مصادر سياسية في لبنان لـ «الجريدة» الكويتية، إن أساس الورقة هو الوصول إلى صيغة مقبولة من أغلبية الأطراف لتطبيق القرار 1701، على أن تتضمن بعض الصيغ التوضيحية حيال كيفية تطبيق القرار بشكل لا يعود هناك أي التباس بشأنه، وفي حال عدم الوصول إلى توافق حول إصدار هذه التوصية بقرار عن مجلس الأمن، فلا بد من اعتمادها بناءً على اتفاق بين القوى الدولية الكبرى. وفي وقت سابق، قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري لصحيفة «الشرق الأوسط» إنه يقوم بـ «مساعٍ جدية» مع أطراف دولية، بينها الولايات المتحدة للجم التصعيد الإسرائيلي الأخير على لبنان، معتبراً أن الساعات الـ24 الساعة المقبلة ستكون «حاسمة» في نجاح هذه المساعي أو فشلها في التوصل إلى حلول سياسية للأزمة. ونقلت وكالة رويترز عن مصادر في «حزب الله» أن الأخير لا يزال يسعى إلى تجنب حرب شاملة.
وأظهرت تصريحات للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن طهران منفتحة على عدم توسيعه الحرب، في وقت نقلت «رويترز» عن مصادر أن المبادرة الفرنسية ـ الأميركية قد تشمل إطلاق سراح الرهائن في غزة.
وقللت مصادر إسرائيلية من فرص نجاح هذه المساعي. جاء ذلك في وقت أعلن «حزب الله» للمرة الأولى، منذ بدء المواجهات مع إسرائيل في أكتوبر الماضي، استهداف مقر لجهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) قرب تل أبيب بصاروخ بالستي متوسط من طراز «قادر1»، وفي المقابل، شنت إسرائيل غارات على 280 هدفاً للحزب بينها 60 مقراً استخبارياً، وكان لافتاً استهداف مواقع في مناطق كسروان وجبيل والشوف خارج منطقتي الجنوب والبقاع ذات الأغلبية الشيعية.
وقالت وسائل إعلام اسرائيلية إن إسرائيل أسقطت الصاروخ بمنظومة مقلاع داوود المخصصة للصواريخ المتوسطة في منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلي المتعددة الطبقات، في حين ذكر رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن الغارات المتواصلة تمهد لمناورة برية.
وكان قائد الجبهة الشمالية قال خلال زيارة تفقدية إنه لا بد من الاستعداد لعملية برية داخل الأراضي اللبنانية، في حين استدعى الجيش الإسرائيلي فرقتي احتياط للقيام بمهام تكتيكية في الشمال. وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية سقوط 51 قتيلاً أمس، في وقت ذكر وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب أن عدد النازحين بلغ بنحو نصف مليون شخص. وقالت منظمة الهجرة الدولية إن اكثر من 90 الف لبناني نزحوا حديثاً بينهم 40 ألفاً استقروا في 284 مأوى.